الخرطوم ..محاولة للفهم

0 55

كتب: طلحة جبريل 

.

الحديث اليومي المتكرر في الخرطوم يدور حول الماء والكهرباء.
إذ إن التيار الكهربائي ينقطع لساعات نهارا أو مساء ، ودون سابق إخطار.
الأمر نفسه ينطبق على صنابير المياه.
هناك كلمتان تتكران يوميا على أفواه الناس، إذ يميل السودانيون نحو الإختزال، لذلك إذ سمعت كلمة
“قطعت” أو “جاءت”،
عليك أن تفهم بأن تلك إشارة لخدمات الكهرباء والمياه.
إذ استعنا بالأسئلة الست (5W and H) التي نلقنها طلابنا كقاعدة أساسية لكتابة الأخبار، وطبقناها على مشكلة الكهرباء والمياه في الخرطوم، ستكون الأجوبة كالتالي:
ماذا؟
الحدث دائما..انقطعت او عادت.
متى؟
علم ذلك عند رب العالمين.
أين؟
اختيار أحد الأحياء لتزويده بالخدمات، أو آخر تعلق فيه الخدمة، يتم عشوائيا.
من ؟
لا أحد يدري.
كيف ؟
لا أحد يدري.
لماذا ؟
هناك مليون إجابة عن سبب تردي هذه الخدمات.
تستيقظ الخرطوم في الصباحات الباكرة على الرغم من إيقاع الحياة البطيء.
يخرج ناس المدينة من منازلهم باكرا لتفادي الزحام في الطرقات.
في الشوارع ستلحظ أن هناك سيارات من أحدث طراز لا تجدها إلا في الدول المتقدمة، وأخرى متهالكة وصدئة مكانها المتاحف.
سيارات الأجرة بلونها الأصفر على وشك الإندثار.إذا صادفت واحدة منها عليك أن تلتقط صورة إلى جانبها للذكرى..إذ يمكن أن يقال قريبا، ذات يوم كانت هنا سيارات أجرة تنقل زبناء من حي إلى آخر.
حاليا أضحى ناس الخرطوم يتنقلون بسيارات شركات النقل التي تعمل عن طريق خدمة تتم عبر المكالمات الهاتفية أو تطبيق على الهواتف المحمولة.
هناك دراجات نارية تتقافز من الرصيف إلى الشوارع المتربة، أو من تلك الشوارع نحو الأرصفة.
المشاة يسيرون كيف ما أتفق، والباعة المتجولون عند تقاطع الطرق او قرب الإشارات المضيئة، يبيعون كل شيء من ألعاب الأطفال والأدوات الموسيقية إلى الملابس الصيفية.
تعد “الركشة” ظاهرة قطاع النقل في الخرطوم، وهي دراجة نارية ثلاثية تصنع في الهند ويقال إن اسمها جاء أيضا من هناك.عددها يقدر بالآلاف.
تكلفة التنقل من حي إلى آخر تعتمد على التفاوض بين الزبناء وسائق “الركشة”، في بعض الأحيان، يستغرق التفاوض بشأن سعر الرحلة أطول من مدة الرحلة نفسها.
عبارات كثيرة تكتب على هذه ” الركشات”..منها عبارات غزلية على غرار “شقاء من أجل عيونك” أو “أنت سمكة التونة “.حتى مقولات أرنستو شي غفارا تجدها مكتوبة بعناية مع صورة الثائر الأرجنتيني.
تشعر في الخرطوم أن الزمان زمان محنة ومعاناة، وحين يكون اي بلد في محنة لا يجوز للمرء أن يتمسك بالمثاليات أو يتشدد في جودة الخدمات.
في الخرطوم عليك أن تتذكر أنك في الخرطوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.