الخلاص من الدعم السريع ضرورة وطنية

0 69
كتب: جعفر عباس
.
من بين آلاف الجرائم التي ارتكبها نظام عمر البشير، هناك جريمتان في حق الوطن لن ينساهما له التاريخ: فصل جنوب السودان، وتشكيل قوات الدعم السريع، فهذه القوات هي الفيروس الذي سينهش عافية الوطن ما لم يتم تخليصنا منها بالدمج في الجيش الوطني والتسريح، فلا ولاء لها إلا لآل دقلو وامتيازاتها، ومرة تلو الأخرى تثبت وحشيتها ودمويتها، وبعد ثورة ديسمبر احتضنها البرهان كي تكون سندا له في سعيه لكي يصبح الزعيم الأوحد في البلاد، وفات عليه انها كما باعت البشير في لحظات الزنقة ،ستبيعه اذا رأت قيادتها أن مصالحها الدخول في تحالفات جديدة مع جهة جديدة.
على حميدتي ان يتذكر انه لم يساهم باي قدر في ثورة ديسمبر- لا هو ولا البرهان ولا الطرزانات الجالسين في القصر اليوم، الثورة كانت ستنجح بشكل افضل لو لم يصعد الى المسرح البرهان وابن عوف والجنرالات الذين رباهم البشير، ففي ساعة الجد انبرى رجال حقيقيون في الجيش للدفاع عن الثورة وكان جزاؤهم ان طردهم البرهان من الجيش.
كانت مواكب تشييع الشهيد بهاء الدين نوري الذي قتلته مخابرات الدعم السريع مهيبة وكان الهتاف فيها صريحا بأن القتلة “معروفين بمركباتهم قاف دال سين”، ولهذه القوات سجون خاصة وتمارس الاعتداء على صلاحيات الشرطة والامن والجمارك، وزعم البرهان بأنها جزء من القوات المسلحة زعم متهافت فهي كيان له شروط خدمة وهيكل رواتب خاص به ويتم فيه توزيع الرتب العليا عشوائيا.
وكي لا تتكرر مآسي استشهاد حنفي عبد الشكور وبهاء وشهداء السوكي والأبيض وام بدة وغيرها لابد ان يصبح الخلاص من الدعم السريع أولوية لكل حادب على الوطن، فلا مكان لجيش غير الجيش الوطني الذي نكن له كل الاحترام والتقدير ونحييه على البطولة المتمثلة في استرداد الفشقة، ولن يتعافى الوطن وهناك بلطجية مسلحون حتى الأسنان ولاؤهم لغير الوطن، ولا يقيمون وزنا لحياة الانسان او لقيم الدين.
لن تكون معركة سهلة في مواجهة كيان شرس عناصره متفلتة ولكن العمل على إقصائهم من المشهد العام ضرورة وطنية قصوى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.