الرهيفة التِّنْسَد

0 79
كتب مستور أحمد محمد:
ورثت حكومة الثورة تَرِكة مُثقلة بالتعقيد ، دولة منهكة بالحروب والصراعات ، كانت تُدار بالمحسوبية والفساد والتّمكين، فليسَ بالإمكان تجاوز كل هذه الإشكالات المُركبة في ليلٍ وضحىً.
فالخراب الذي طال الدولة والمجتمع على السواء يحتاج إلى وقت ليس بالقليل لتجاوزه ، وليس بالصبر وحده، بل بالتخطيط والتدبير والتفكير الإبداعي، المدفوع بالإرادة والرغبة في المسير نحو المستقبل.
فالثورة جعلت كل هذا ممكناً، فهل لنا أن تستغل هذه الفرصة لنتخطى الحواجز!؟ نعم ، ولكن ما نحتاجه قبل كل شيئ هو النظرة الإيجابية لما يحدث الآن ، بإشاعة الأمل بديلاً للإحباط واليأس، والمبادرة بالحلول والعمل بديلاً للإنتظار والشكوى، فالجزء الممتلئ من الكوب احق أن يُرى ، فواقعنا ليس بالبؤس الذي يتصوره البعض.
فبالنظر إلى مجمل ما يحدث في هذه الأيام نستطيع “ملئ قوة صوتنا” أن نقول أن القادمَ أجمل، مايقوم به رئيس الوزراء من جولات عالمية هي في غاية الأهمية، لأنها تهدف إلى تحسين صورة السودان (التي شوهتها الإنقاذ) ، تمهيداً لإستعادة مكانه ودوره الرائد بين شعوب الدنيا، وسوف يتحقق ذلك قريباً.
كذلك ما يحدث في جوبا من محادثات لصناعة السلام هو أحد المسارات ذات الأولوية حتى يَبلُغ البناء تَمامه ، فالجُهد المبذول هنا في جوبا من قِبل الجميع، لتحقيق السلام، بائن في الأجساد المُنهَكة بسببِ التفكير والعمل المتواصل ليلَ نهار، ورغم بعض العقبات ، في الطريق إلا أن امواج الإرادة والأمل سوف تتلاطمها من كلِ جانبٍ وسوف تَنعم بلادنا بالسلامِ والإستقرار ، وما التفاعل الشعبي مع كلّ القضايا إلا مؤشراً لنجاح الثورة ، ودليلاً على الحرص العام لحراستها حتى تحقق غاياتها.
فمهمتنا الآن ، إزالة غشاوة الإحباط والسلبية عن بصيرتنا ، لتَتكشّف لنا الورود والأزهار المنثورة على طريقِ المستقبل، ونرى بعيون الصديق عثمان عجبين فهو واحد من محاربي اليأس والإحباط، وليس لنا خيار سوى الوصول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.