الزبير أحمد الحسن: الناس اكلو لحمكم يا خي

0 109
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
(عاتبني إسلاميون على كلمات أنشرها هذه الأيام في نقدهم. وقالوا إنهم أمِلوا من قلمي كلمات أحنى بهم مما تعودوه مني قبل الثورة. وطرأ لي أنهم ربما ظنوا أنني في تعاطيّ الطويل معهم لعقود ثلاثة قد قبلت بفكرهم وسياساتهم ظاهراً وباطناً. واستغربت بالفعل لأن بعض مقالاتي موضوع نقدهم، والتي وصوفوها بأنها ردة مني لجني الشيوعي القديم، عائدة إلى ما قبل الثورة بزمن. لقد وقفت حقاً عند بعض سياستهم وفكرهم بما اختلفت فيه عن المعارضين الرسميين كما أسميهم. فحلّلت مفهوم الترابي عن “الابتلاء بالحداثة” مثلاً بما عده صفوة المعارضة الحادا. وكان لي رأي فارقت فيه تلك الصفوة في تقييم توسع الإنقاذ في التعليم الجامعي. بل واتفقت معهم حتى بعد الثورة في مسائل مثل عدم المساس بجامعة أفريقيا العالمية ومنظمة الشهيد. وزدت بإرادة الخير حين نعيت الشهيد محمد الخير عضو المؤتمر الشعبي كمسيح للإسلاميين يغفر لهم زلة استعصامهم مؤسسياً بالإنقاذ حتى لفظت أنفاسها غير مبكي عليها بعد أن “بدّعت” في قتل الشباب قتلاً فاسقاً على مر 5 شهور.
ولم أكف طوال علاقتي معهم مع ذلك عن تصويب نقدي لهم عند كل سانحة وبطرائقي. وقلت لبعض لائمي على كلماتي الأخيرة إنكم قرأتم ما طاب لكم من كتاباتي وتجاوزتم عن غيرها في نقدكم. ووقعتم في نفس خطأ قبيلي اليساري القديم. فقد قرأ نفس ما قرأتم دون الأخريات ورماني بالموت في دباديب الإنقاذ.
أنشر اليوم كلمة في نقد الحركة الإسلامية التي كان عليها الزبير محمد الحسن في وقت ما من بعد 2015. ومتى توقف عتاب الإسلاميين لي الآن على مثل حيثياتهم لربما بدأ أمر جدي وضروري).
صار السيد الزبير أحمد الحسن، الأمين العام للحركة الإسلامية، في خشم الناس بكلمته عن فضل الإنقاذ على السودانيين الذين وجدتهم عائلين فأغنتهم. وجاء النبأ المتداول عنه على هذا النحو:
(قال الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، في حديث له مع الصحفي ا الضو بلال، إن الإنقاذ حوّلت الشعب السوداني لمجموعة كبيرة من الأثرياء. وحوّلت الشعب السوداني لحالة اقتصادية أفضل بكثير مما كان عليه، وأوجدت فرص كثيرة جداً للأذكياء، والمواطنين عامة، ومن جملتهم الإسلاميين، بنفس النسبة. ونفي الزبير أن تكون معدلات الفقر قد ازدادت في السودان، مشيراً إلى أن معدلات الفقر نقصت كثير جداً وأضاف: “نحن كنا فقراء، والفقير كان عنده جلابية واحدة، وبكون قاعد في أوضة طين واحدة، لم يسمع بحاجة اسمها كرسي، ولم يسمع بأنبوبة غاز، لم يسمع بالكهرباء، والآن الفقير لديه هذه الحاجات، ولكن فقير أيضاً).
وهذا التبجح ببركة الإنقاذ علينا شنشنة عرفناها عن رموز إنقاذية كثيرة. وهي سوء أدب محض. ولكن الشنشنة تكسب صفة العبط على لسان الزبير. فلم يجف بعد حبر تصريحه الذي اعترف فيه بضآلة مرتبات جنود القوات المسلحة (أي أن خير الإنقاذ لم يعمهم). واقترح على وزير الدفاع أن يجرى عليهم زيادة في الأجر من الغنائم.
وجاء هذا التدبير في التمويل في معرض حديث الزبير لصحيفة فات عليّ توثيقها في معرض دفاعه عن كلمة قالها في البرلمان واحتج بأنها حُرفت. فلم يقل كما زعموا أن ثمة طابور خامس في القوات المسلحة، بل قال بوجوب دعم هذه القوات لأنها تعمل في ظروف عصيبة في جنوب كردفان ودارفور وغيرها من صعوبة مواصلات، وطوابير خامسة تتلصص على تحركاتها. ومن أبواب هذا الدعم، في قوله، تحسين شروط خدمة أفرادها. وهنا مربط الفرس. فقد دعا إلى تقسيم الغنائم على هؤلاء الأفراد لدعم مرتبتهم. فسأله الصحافي:
-وماذا عن الغنائم؟
-تحدثت عن زيادة مرتبات القوات المسلحة وتحسين أوضاعهم. وقلت لوزير الدفاع أعطوهم من الغنائم. في الفقه الشخص عندما يأتي بغنيمة من العدو يجب أن يعطوه منها. وهناك فتاوى عن تقييم قيمة الغنائم وإعطائه (للغانم) حافزاً (مثل الزول لو جاب ليهو عربية أو سلاح يعني تحفزو أو تديهو جزء من الحكاية عشان يقدر يحسن وضعوا ويخدم المعالجات المقترحة لزيادة مخصصات القوات المسلحة وممكن أجيب ليك التسجيل كامل) (من البرلمان لإثبات أنه لم يقل إن بالقوات المسلحة طابوراً خامساً (كما فهم البعض) بل هو من دعا لدعمها بالغنائم).
من بين ما جرى تداوله مؤخراً فكرة حل الحركة الإسلامية. ونفى الزبير أن يكون قد خطر لهم مثل هذا التفكير. وسمى من يروجونه بالمرجفين. وأشهد الله إني مرجف. وأتمنى منه الله أن تحل هذه الحركة بين الليلة وباكر. فلا أمانع أن تكون الحركة الإسلامية ظالمة. وكانت. ولكن أن تتصف بالعبط فهذا درك بعيد. الناس أكلو لحمكم يا خي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.