الخرطوم ــ السودان نت
قال السفير البريطاني في الخرطوم، عرفان صديق، إن السلام الذي تم التوصل إليه بجوبا ناقصا ولا يمكن تمويل تنفيذه ما لم يكتمل بالتوصل لاتفاق مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور.
وأوضح أن السلام الذي ياتي في سياق شامل عبر معالجة قضايا وطنية ومعالجة توزيع موارد الدولة والمشاركة في الحكم، متسائلاً “ماذا سيحدث للاتفاق حال التوصل لتفاهمات مع الحلو ونور؟، في المقابل هل سيقبل هؤلاء بالاتفاق كما هو ام سيجروا فيه تعديلات”.
وأضاف “لا يمكن كما اسلفت ان ندعم اتفاق ليس شاملا، فمثلا اذا طلبت من حكومتي الصرف على تنفيذ أحد البنود وبعد ستة أشهر حدث به تعديل بعد تعليقات او مواقف الحلو ونور، لذلك بعد التوصل لاتفاق سلام شامل سندرس كيفية دعمه”.
وشدد على أنه من الصعب تمويل اتفاقية غير شاملة، لكنه أشار إلى أنه هنالك بنود يمكن ان تنفذ دون الحوجة لصرف أموال كثيرة او تمويل خارجي مثل المشاركة في الحكومة، وتابع “اما فيما يتصل بالأمن هناك بعثة أممية معنية بحفظ الأمن في دارفور (يوناميد) ولديها موارد كثيرة مخصصة لهذا الشأن ولكن الحكومة السودانية تريد لها المغادرة، دون وجود تمويل آخر للسودان”.
وأكد في حوار مع صحيفة (الديمقراطي) أن تمويل بعثة يوناميد يمكن ان يساعد عملية السلام في مجالات التدريب والمراقبة مع توفر القدرة، مردفاً “السؤال هنا للحكومة والموقعين هل تريدون هذه المساعدة ام لا؟، ولكن الحكومة الآن تتحدث عن انسحاب كامل للبعثة وإنهاء انتدابها”.
وتحدث السفير البريطاني حول تفاصيل تأخر وصول بعثة (يونتاميس) إلى السودان، قائلاً إن المكون العسكري يرفض المرشح الفرنسي لتولي رئاسة البعثة، كما يريد خروج يوناميد أولاً.
وكانت روسيا قد اعترضت في مجلس الأمن على مرشح فرنسي لتولي رئاسة البعثة الأممية في السودان، وذلك بعد ان اعترضت كلا من (بريطانيا وفرنسا واميركا) على مرشح روسي لذات البعثة.
وقال عرفان “سمعنا لاحقا عن تراجع الروس عن موقفهم الرافض بعد توصلهم لاتفاق مع الفرنسيين، إلا أن الروس قالوا بان المكون العسكري في الحكومة السودانية يرفض المرشح الفرنسي، ولاحقا علمنا ان الحكومة السودانية قالت انه لا تريد مناقشة ترشيحات رئاسة البعثة قبل انسحاب يوناميد، ونتيجة لهذا هناك تاخير في تشكيل البعثة الجديدة”.
وتابع “أقول انه إذا ارادت الحكومة دعما لتنفيذ اتفاق السلام فان البعثة الأممية هي الآلية المناسبة، هل سيقوموا بمساعدتها ام لا؟، سواء عبر تأخير خروج يوناميد او تكوين يونيتامس، وبكل صراحة لن يكون هناك مساعدة للحكومة السودانية اذا ظل موقفها إزاء البعثات الأممية بهذا الشكل”.