الشاحد والمشحود

0 75
كتب: كمال كرار
.
احتفت الحكومةوالصحافة المضروبة بوديعة قدرها مليار دولار قدمتها دولة مجاورة ..يا لهذا الكرم الحاتمي النادر في زمن الكورونا ..
وهل يتطلب المليار سفر الوفد الرفيع والطيارة الرئاسية والنثريات وما شابه.. أم أن الشاحد لا بد أن يحضر بنفسه للقاء المشحود ربما لارضاء غروره وماخفي أعظم..
والوديعة هي دين واجب السداد وفيه فوائد وربما شروط لهذا لا تعلن تفاصيله .. وبالتالي فهو عبءعلي الاقتصاد المثقل بالديون اصلا.
وبمقياس الأراضي التي حصلت عليها تلك الدولة مجانا علي عهد النظام البائد فان الوديعة ولو أصبحت منحة فهي تعني ٣٠ جنيها فقط نظير كل متر مربع استحوذت عليه صاحبة الوديعة.. وقل لي بكم سعر الفدان الزراعي اليوم ؟؟؟
ولنوضح الآن بعض خطوط مسار الوديعة التي سيتحمل دفعها المواطن السوداني ولنقل ان جزء منها خصص لاستيراد البترول ..
سيستورد زيد طن البنزين ب ٤٠٤ دولار ويباع ب ٦٢٥ دولار .. والفرق البالغ ٢٢٠ دولار في جيبه .. وكل باخرة تحمل ٤٠ الف طن في المتوسط فاحسب حجم الارباح التي ينتزعها زيد من جيب المواطن الفقير اصلا …
وما يجري في البنزين يحدث في الغاز والجازولين والدقيق والدواء ويتفرق دم الوديعة علي السدنة والتنابلة ..
هل تفتح الوديعة مدرسة ؟ وهل توظف ملاك العاطلة .. ؟؟ وهل تزيد مرتبات العمال ؟؟
وحري بالشحادين أن يخجلوا من الودائع المحمولة جوا .. وهم يمثلون افتراضا ثورة وشهداء وشعب باسل ..وقل لي كم هي عائدات الذهب والسمسم والصمغ إن كانت تأتي للخزينة العامة ؟؟
وطالما أن الشحدة مستمرة فلماذا السفر والتكاليف .. أشحدوا المنظومة العسكرية التي استعصت عليكم.. أو بيعوا الاراضي التي استردتها لجنة التمكين .. ويادار ما دخلك شر .
الارقام تقول ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة ١٣٠ مليون رأس من الحيوانات .. ٧ أنهار تجري بالطول والعرض ٤٢ مليون مواطن .. وامطار وسافنا غنية وصمغ عربي وحيوانات برية ..
ولا نملك الا ان نقول للشاحد عيب .. وبس..وللمشحود نهدي هذه الأبيات التي سطرها محجوب شريف للشعب السوداني
إنت الأول وتب ما بتحول
وماعندي كلام بتأول
إنت الأول
وكل العالم بعدك تاني
وختاما فالثورة مستمرة إلي ان تتحقق كرامة الشعب
وأي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.