الشهر الرابع للحرب السودانيةً ؛ الجيش والإسلاميين يفشلون في استرداد عاصمتهم وتحرير قيادتهم

0 1٬655

الشهر الرابع للحرب السودانيةً ؛
الجيش والإسلاميين يفشلون في استرداد عاصمتهم وتحرير قيادتهم
السبت 15 يوليو
تقدير موقف ؛
– مثلت معارك يوم الجمعة الدامية منعطفا مهما في مسار الصراع المسلح ومستقبل العملية التفاوضية بين طرفي الصراع , الدعم السريع من جانب والجيش والإسلاميين من الجانب الاخر , حيث استطاعت قوات الدعم السريع إفشال خطة الجيش بالسيطرة علي مدين بحري والتقدم نحو القيادة العامة وفك الحصار المطبق عليها وتخليص قيادتها العسكرية العليا المتواجد بها , البرهان والكباشي , وذلك من خلال قوة الاسناد التي تم تجميعها وتجهيزها قبل شهر بمعسكر حطاب في ضاحية بحري ,يبلغ قوامها 1500 جندي بكامل عتادهم العسكري, والتي صارت كامل معداتهم في قبضة الدعم السريع بعد مقتل قائدهم اللواء هاشم إبراهيم عمر وأسر قائدي المتحركين العميد ولي الدين حسن والعميد خلف الله محمد عبدالله .
– يأتي الهجوم بعد أقل من 24 ساعة علي بيان المجلس السيادي حول ترحيبه بمخرجات قمة دول الجوار بالقاهرة وإعلان الجيش علي استعداده لوقف اطلاق النار , مع الترحيب الدبلوماسي لقوات الدعم السريع بها , مما قد يشير لسعي الجيش وشركائه الإسلاميين لتحقيق انتصار عسكري محدود يجبر الدعم السريع علي قبول منبر القاهرة وتقبل وجود الإسلاميين في المعادلة السياسية القادمة , وذلك من خلال استرداد السيطرة الكاملة علي منطقة الخرطوم الإدارية ومنح القائد العام للجيش ورئيس المجلس السيادي المحاصر بالقيادة البرية حرية الحركة والتواصل .
– في محاولة لتبرير الهزيمة , تتداول دوائر الإسلاميين والداعمين لهم ببواعث اجتماعية وجهوية ، مثلا نشر الاسلامية لمطالبات براس الفريق ابراهيم جابر قائد حاميات بحري العسكرية بانه المسؤول الخيانة الخيانة داخل الجيش ، وان له مصاهرة مع حميدتي وينتمي للهامش ومتواطئ مع الدعم السريع
– هزيمة بحري وامًدرمان يوم امس تدلل على قوة استخبارات الدعم السريع واختراقه للجيش ، وأنه على علم تفصيلي بمخططاتهم و مواقعهم والمواقيت .
– يلاحظ غياب سلاح الطيران من هذه المعركة , على الرغم من انتشار معلومات في السابق تتحدث عن حصول الجيش علي مسيرات تركية , يعزى هذا الغياب الي فعالية مضادات الدعم السريع ,والي عدم مصداقية معلومة المسيرات التركية .
– تشير المعلومات ايضا الى اصطفاف امريكي -سعودي خلف مبادرة الايقاد والالية الرباعية لسلام السودان برئاسة كينيا , مع تنامي الدعوات الإقليمية والدولية لتوحيد جميع المبادرات في اطار مجهودات الايقاد, التي تحضر لخطوات جديدة قد تتجاوز الجيش في حال تمسكه برفض المنبر ,
– تشير المعلومات الى ان الدعم السريع والجيش يتحضران عسكريا لمعركة حاسمة ؛ لتغيير ميزان القوى , فالدعم السريع يسعى بعد ان خرق الجيش وعوده بوقف اطلاق النار الى السيطرة علي احدى المواقع الرئيسية للجيش بالخرطوم أو أمدرمان وخاصة مبنى القيادة العامة , لدفع الجيش للتفاوض بشروطه , اما الجيش الذي يعمل الاسلاميون علي أستدعاء قواعدهم من مختلف الولايات خاصة من الشمالية وعطبرة من اجل كسر الطوق والحصار عن القيادة واعلان الانتصار ، تمهيدا لمطاردة الدعم السريع وانهاء وجودهم ، يترافق ذلك مع المجهودات الدولية والإقليمية لملئ الفراغ الإداري وإيجاد سلطة إدارية تحافظ علي استقرار البلاد وتقوم بواجباتها الانسانية تجاه المواطنين .
الخلاصة
ستشهد الأيام القليلة المقبلة ارتفاع في وتيرة المواجهات العسكرية في معارك كسر العظم بين طرفي الصراع المسلح , بغرض تحقيق انتصار يجبر أحد الطرفين لتقبل الخيارات السياسية المطروحة , مع تنامي مخاطر تحول الصراع الي حرب أهلية في ظل تزايد الاجندات الجهوية والعرقية وانتشار خطاب الكراهية وتسيده المشهد , في استدعاء تاريخي مرير لحقبة المهدية واجترار لمظلومات دولة 56 ومخاوف تجدد الحروب القبلية في مناطق الصراع بغرب وشرق السودان .
تقديرنا بعد فشل المساعي الاقليمية والدولية في قمتي الايقاد والقاهرة ، ان الجميع سيكون بانتظار المعركة الحاسمة ، وبالتالي حسم نوعية الخيارات الخاصة بالمجتمع الدولي ، والتدخل لفرض حلول تنقذ البلاد التي دخلت مرحلة الكارثة الانسانية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.