الشوال قصاد البنك
كتب: كمال كرار
.
من الأغاني الجميلة في زماننا الذي مضي ..ما تغني به زيدان ..حين ألقي اللوم على من يحب بقوله (البيت مقاصد البيت رسلت ليك ماجيت).
وبالأمس أعاد التاريخ نفسه في مكان وزمان مختلفين ..والشوال مقاصد البنك .
والتفسير ان العمال والموظفين في احد البنوك أضربوا عن العمل لمطالب مشروعة ..والاضراب سلاح مشروع في وجه الظلم المهني او السياسي .
وتم اعلان الاضراب في الوسائط الاعلامية’ ولكن العشرات من عملاء البنك الذين لم يسمعوا بالاضراب تجمهروا امام البوابة وفيهم حامل الشيك او صاحب الحوالة ..ومن ينتظر التحويل ..ومن يربد ان يسدد بعض الفواتير ..ومن يريد توريد مبالغ في حسابه او حسابات أخرى …او لصرف دولارات بالعملة المحلية .
ولما كانت الصفوف لا تدهش احدا في زمن الصندوق الدولي والهبوط الناعم ..فإن الكثير من الناس اعتبروا هذه اللمة عادية ..إلا واحدا من البشر ..
جاء هذا (الواحد) بشوال مملوء بالقروش فئة ٥٠٠ جنيه ..وفي يده ٤ تلفونات حديثة لزوم اجراء المعاملات المصرفية …
وكل خدمة بعمولة معتبرة ..من كان يريد الكاش استلم ..ومن اراد التحويل نال ما اراد ..ومن طلب الدولار وجده ..وكلو في الشوال .
وقل لي ماهي الفائدة التي جناها صاحب الشوال …?? بالطبع ملايين الجنيهات من العمولات ..التي لا تقل عن ثمن سيارة بوكو حرام في يوم واحد ..أو ربما لاندكروزر لا يوجد حتى في المجلس السيادي ..
وقل لي حجم الضرر الذي حدث من جراء الشوال العجيب ..ليس أوله افشال اضراب العاملين وليس ٱخره تحطيم الاقتصاد الوطني ..
والذين سينتظرون دولار البنوك ..سينتظرون طويلا الي يوم القيامة العصر ..
وعملية الشوال هي التعبير الساطع عن التحرير الاقتصادي المزعوم ..وربما نال صاحبه وسام التميز من سدنة البنك الدولي باعتباره من رواد الأعمال الخاصة والمتخصصة التي تعجب الامريكان وتوابعهم في الخليج العربي .
ومن الشوال تبني العمارات وتؤسس الشركات وتأتي البواخر والناقلات ..
ولما كان الشئ بالشئ يذكر فقل لي لماذا تستمر ازمة الغاز والبنزين والجاز ..لأن الطريق من المستودعات للمستهلك تقطعه التماسيح ..ولسان حالهم يقول ( بلدا مافيها تماسيح يقدل فيها الورل )
وبينما يدق الشوال نعشا في الاقتصاد المأزوم يقول صندوق النقد ان الاقتصاد السوداني يحرز تقدما ..ربما يقصد التقدم نحو (ود اللحد)
وحتي يظهر اضراب جديد وشوال جديد نقول
اي كوز مالو ???