العــــــــروس الهاربة وبهــار الطباخيــــــن.
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
سلوكيات عادية فى المجتمعات السودانية عندما توضع فى الميزان وتسلط عليها الأضواء، يحتفى بها بفضائحية كأنها سوابق لا مثيل لها، أكثر الظواهر تضليلاً فى حالة العروس الهاربة، هى ربطها بتداعيات الثورة السودانية، وذلك جزء من أداء الإعلام المتآمر عليها.
ما الجديد فى هذه الحادثة، ومنذ الصغر كنا نسمع أخبار فتيات يتدبرن مع شبان خطط خطفهن من أجل الزواج بتأجيل المهور دون إسقاطها، معظم هذه الزيجات نجحت وأسست أسراً مستقرة قائمة إلى اليوم، بل نشأ فيها متزمتون دينيون، بجانب الطريقة القياسية المعروفة، توجد طرق متنوعة أخرى للزواج، إستنكارها لا يلغى وجودها. فى بعض الحالات المشوبة بالالتباسات والمخالفات الأخلاقية التى وقعت، يمكن للفتاة إقتحام دار أسرة الشاب، فتصبح زوجة له رغم أنفه، أو يدبر لها الآباء زيجة ترضى بها وتنجح فى حياتها. رواية: زوج من أجل أجاك الطويلة التى كتبها عبدالعزيز بركة ساكن، تناول قصة طبيبة جنوبية دبر أهلها زواجاً إعترضت عليه، من شاب ثرى بأبقاره ولديه زوجات أخريات، عقدت الصفقة، وقام بدفع المهر كاملاً، العروس ولت هاربة إلى الغابات بأقصى سرعتها، والعريس إنطلق وراءها، وتمكن من حسم الموقف.
وفى قصة حقيقية معروفة، رفضت فتاة خطيبها رفضاً باتاً وهو يحبها بجنون، والأهل مباركون، إنطلقت هاربة بحثاً عن طريقة للإنتحار، فأنطلق وراءها. ألقت نفسها فى بئر عميقة فألقى نفسه وراءها، من حسن الحظ لم يصب منهما أحد بأذى، عندئذ تغير موقفها مائة وثمانين درجة.
الكثير من الاحداث المرتبطة بالزواج وبطرقها تحدث ولها جذورها، أما حالة هذه العروس، فالواضح أن الحملة الإعلامية أديرت من جانب واحد وأظهر زهداً عن صوت أسرتها، مقابل نصائح متقنة المحتوى تلقتها البطلة من صناع الإعلام، مكنها من إدارة معركة غير متكافئة مع أسرتها. على أى حال لم تكن تستهدف بموقفها أكثر من الإطمئنان على مستقبلها، وهم ذاهبون إلى القبور فى دولة لا تقدم للأم شيئاً. الآن وقد حدث ما حدث، وذهبت إلى مكان أفضل، فإنها بلا شك ستكون سعيدة بحل المعضلة بهذه الطريقة الرائعة، أما ربط الأمر بثورة ديسمبر، وتهم التهديد بالقتل التى تلقتها، فإنها مجرد بهارات أضافها الطباخون.