العولمة والشلب بالتراضي
كتب: جعفر عباس
.
الشلب العراقي هو “أرز العنبر” ولكنه في السودان يعني ان تنتزع امرأة زوج امرأة أخرى، وهناك اليوم حكاية رائجة في شبكات التواصل الاجتماعي أوردها هنا كما صاغها شخص سوداني ظريف، عن سيدة كينية اكتشفت ان زوجها على علاقة بامرأة أخرى، فاتصلت بها وعرضت عليها شراء الزوج مقابل 20000 شلن كيني !؟ .. مريم الأخرى قبلت العرض لكنها (فاصلت) في السعر وبعد شد وجذب ومباحثات وجولات مكوكية .. اتفق الطرفان على 17000 شلن وتنازلت الزوجة عن زوجها عن طيب خاطر للأخرى، ولا أراكم الله مكروها في زوج لديكنّ (20 الف شلن تعادل 20 دولاراً مما يعني ان الزوج المتنازع على ملكيته قد تم بيعه مقابل 17 دولار).
الزوجة التي باعت البعل قالت انها أنفقت المبلغ في شراء ملابس لها ولأطفالها ولا تفكر في استعادته! يعني بالعربي (كسرت وراه زير الموية)، ومريم الأخرى أيضاً سعيدة بالصفقة وبأنها أخيراً ستتزوج الرجل الذي أحبته وان علاقتها سترى النور بعد طول (غتغتة ودسديس).
هذه الحادثة أثبتت ان (الكاش يقلل النقاش) .. وأن الشلب صار ممكنا بدفع (خلو رجل) للزوجة الاولى حتى تهدأ وما تعمل مشاكل وتسحب السفراء (الأطفال). فهل تنشأ في المستقبل القريب (قروبات) مغلقة في الاسافير تجري فيها مفاوضات جادة بين (الشلابات) والزوجات للتنازل عن الأزواج؟ أو اعلانات من شاكلة (للبيع بغرض السفر .. زوج حسن الاخلاق .. يساعد في المطبخ .. متعاون في مسألة ريموت التلفزيون .. يقدس الحياة الزوجية .. السعر (كذا) دولار نهائي ولا يقبل التفاوض .. للجادات فقط).
هل من الوارد أن يصبح الشلب بأسلوب بيع البعل إذا كان من صنف “ود أم بعلو” بالطريقة الكينية رائجا عندنا بمنطق “الزمن بقى صعب يا بنات أمي” .. والباعك بيعيه .. ولو بعشرين دولار؟ وهل ستكون تسعيرة الزوج المغترب في سوق الشلب نفس تسعيرة ابن الداخل في هذا الزمان المضطرب؟