الـــــــــــــوزراء النائمـــــــــــــون !
كتب: آدَمْ أجْــــــــــــــرَى
.
فى مثل هذا الوقت من العام الماضى، جرفت سيول عارمة كيلومترات من طريق بارا أمدرمان الجديد قبل مرور عام واحد على إفتتاحه. أرسلت فرق مسح على عجل لتقييم الموقف، وخرج المهندسون بأن الاسباب الرئيسية للجرف تعود إلى أخطاء فى أرتكبت فى رسم المسارات، فبدلاً من إمرار الشارع بالمرتفعات، تم الخوض به فى منخفضات تتحول إلى مستنقعات خلال فصل الأمطار، وقد عرف أن أصحاب القرار هم الذين أطاحوا بكل التوصيات، ورسموا المسار بأنفسهم ترضية لإدارات أهلية بعينها.
من جهة أخرى فإن لجنة إزالة التمكين وضعت يدها على كثير من شركات الانشاءات التابعة للكيزان، نقلت ملكيتها إلى وزارة المالية لتوظيفها للمصلحة العامة. فإتضح أن هذه الوزارة ليس لديها تصوراً فى كيفية توظيف أملاكها الجديدة، فأهملتها ولم تستلمها.
من ضمن هذه المؤسسات، شركات طرق وإنشاءات، وقد بقيت بإنتظار الإدارات الجديدة، منها ما إتجهت إلى هذه الوزارة وسألت عن مصيرها، ولم تخرج بشيئ أكثر من أنها – بإذن الله – ستشكل لجنة لإدارة هذه الشركات. ولما طال إنتظارها، قامت بإلغاء عقودها القائمة، وبجرد المخازن وتسليم مواقعها لأصحابها بدلاُ عن إنتظار مالك لا تعرف خططه، ولا متى سيحدد مصيرها ومصير العاملين فيها. والوزارو لم تلتفت إليها، لإنها بالفعل لم تختمر لها تصوراً.
عام كامل مر على إنهيار شارع الصادرات، والفريق الميدانى رفع تقريره بتوصياته، ووزارة النقل والبنى التحتية ووزيرها البعيد من الأضواء لم يفعل شيئاً ذا قيمة منذ قدومه – حتى مضيه ولا الذى خلفه – لم يكلف نفسه عناء تحريك الآليات وأصول الشركات المنزوعة لصالح الحكومة بواسطة لجنة إزالة التمكين، ولا الاستفادة من مئات المهندسين العطالى الذين باتوا يتسامرون تحت الأشجار. لذلك إن كان هناك أحد قريب من وزارة المالية، نرجو الذهاب إلى إيقاظهم.