الكتاب القنبلة

.

يعود الصحافي بوب وودوارد من جديد لصدارة المشهد الإعلامي ليس في أميركا بل في العالم .إذ صدر اليوم (الثلاثاء) كتابه الجديد الغضب والذي يشتمل على معلومات وأسرار تهم كل العالم .لذلك تحبس إدارة دونالد ترامب أنفاسها، في انتظار ماذا سيقول بوب كما يقدم نفسه للناس.

التقيت بوب ودورد لأول مرة في نادي الصحافة الوطني بواشنطن، كان جالساً على درج في الطابق الثالث عشر منكباً على كمبيوتر محمول ، وبدا لي منهمكماً في الكتابة ، انتظرت حتى فرغ من عمله وقدمت له نفسي ، اقترح أن نتناول فنجان قهوة معاً.

كانت فرصة رائعة التعرف على أهم صحافي استقصائي في العالم، إن لم أقل في التاريخ ، ارتبط اسمه بإجبار ريتشارد نيكسون على الاستقالة قبل أن يكمل مدته الرئاسية ، بسبب التحقيق الاستقصائي الذي أنجزه بوب مع زميله كارل برنشتين، عن فضيحة ووترغيت. عندما التقيته كان يعمل في ذلك الوقت على كتابه “حالة الإنكار.. بوش في الحرب” ويتناول فيها تفاصيل غزو العراق .كان من بين الأسئلة التي طرحها علي سؤالاً عن السنة والشيعة .

كنت من جانبي أريد أن أسمع منه أكثر ما يمكن عن الصحافة الاستقصائية ، ومن التعريفات التي سمعتها منه أن الصحافي الاستقصائي يجب أن يحرص على أمرين: إن يصغي جيداً، والاحتفاظ بالمعلومات إلى أن يأتي الوقت المناسب لنشرها، من هذه النقطة سأتناول الجدل الذي أثاره كتاب الغضب حتى قبل صدوره. تعرض بوب وودوارد إلى عاصفة انتقادات، لأنه لم ينشر ما سمعه من الرئيس دونالد ترامب في فبراير الماضي، عندما قال له إن فيروس كورونا يقتل. ويقول المنتقدون إن بوب احتفظ بالمعلومة لينشرها في كتابه الذي نزل الأسواق اليوم (الثلاثاء)، ويقولون إن ترامب كان يعلم مدى خطورة الفيروس في وقت مبكر جِدًّا ، وهو ما أثار غضبًا ضد الرئيس الأميركي الذي قلل بانتظام من خطر فيروس ، وبرر ترامب موقفه بأنه لا يريد أن يخلق ذعراً في أميركا. طرح كثيرون سؤالًا بشأن كتمان بوب معلومة لو نشرت ربما قللت الخسائر في الأرواح حيث أودى الفيروس بحياة ما يقرب من 200 ألف أميركي.

قال بوب وودوارد إن ترامب أبلغه أن تنفس الهواء يمكن أن يؤدي للإصابة بالفيروس .لكنه دافع عن نفسه قائلاً أكبر مشكلة لدي مع ترامب ، هي أنني لا أعرف ما إذا كان يقول الحقيقة .

علينا أن نطلع على التفاصيل لنعرف ماذا قال بوب، الذي يعمل بهمة وطاقة صحافي شاب وهو على أعتاب الثمانين، في كتابه القنبلة.