الكوزنة مفسدة والكوزنة المطلقة مفسدة مطلقة

0 49

• مفهوم الشعب عند الكيزان

• الدكتور جبريل إبراهيم نموذجاً 

.

كتب: د. الباقر العفيف

.

(١)

مقدمة

إن ما حدث في بلادنا من جرائم ومآسي خلال سنوات الإنقاذ لكفيل بأن يجعلنا ننكب على دراسة “الكوزنة”. هذه الأيديولوجيا الشريرة، وهذه الجماعة الخبيثة التي أحالت حياتنا إلى جحيم لا يطاق منذ أن حلت بين ظهرانينا، كالدَّبَر، في خمسينات القرن الماضي. فجميع مصائبنا السياسية ترجع إليها. هذه الجماعة هي التي رفعت شعارات الدستور الاسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية، دون فهم أو اجتهاد أو إصلاح، وظلت تبتز القوى السياسية الرخوة بالدين، وتسوقها، من خطامها، سوق السوام، إلى أن أوصلتها لحتفها وحتف البلاد كلها. وهي أول من أدخل العنف في العمل السياسي. وأول من تتبع عورات الناس. وأول من ترصد سقطاتهم. وأول من سعى بالفتنة بين مكونات المجتمع.

• هذه الجماعة هي التي كانت وراء مؤامرة حل الحزب الشيوعي.

• ووراء مؤامرة محكمة الردة ضد الأستاذ محمود محمد طه.

• وهم الذين اعتدوا على مسرحية رقصة “العجكو” في أواخر الستينات، ما أدى لمقتل طالب برئ.

• وهم القوة الدافعة لإفساد الحياة السياسية، في الستينات من القرن الماضي، عندما قادوا الحزبين التقليديين في محاولة فرض الدستور الإسلامي بالأغلبية الميكانيكية، وإقامة ديكتاتورية دينية، والتي نتج عنها انقلاب مايو ١٩٦٩.

• وهم من حَرَّض الإمام الهادي لإشعال الحرب في الجزيرة أبا ضد حكومة مايو في عام ١٩٧٠. وبالتالي هم من تَسبَّب في مجزرة الأنصار ومقتل الإمام الهادي.

• وهم من أحبط اتفاقية الميرغني قرنق ١٩٨٦.

• وهم الذين انقلبوا على الديمقراطية وأقاموا أفسد شمولية في العالم.

• وهم من أقام بيوت الأشباح، وفيها عذبوا وقتلوا واغتصبوا الشرفاء والشريفات.

• وهم من أشعل الحروب في الجنوب والغرب والشرق.

• وهم الذين فصلوا الجنوب الحبيب.

• وهم من ارتكب جرائم الإبادة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.

• وهم من اقتلع مجتمعات بحالها من الشعوب الأصلية من أراضيها وأوطانها وقذفوا بها إلى معسكرات النزوح واللجوء.

• وهم من أشعل الفتن القبلية والتعصب الديني في طول البلاد وعرضها.

• وهم الذين سرقوا وطنا بحاله، ودمروه وتركوه حطاما.

• وقبل ذلك وبعده، هم الذين عبثوا بدين الله وأحالوه إلى دين تافه يتأفف منه الشيطان ذاته.

لذلك لا بد من تشريح هذه الجرثومة الفاتكة لنرى كيف تعمل على تهديم العقول وتخريب النفوس، وكيف تسلب إنسانية الفرد من ضحاياها.

هناك أسئلة لابد من المحاولة للإجابة عليها من علماء النفس وغيرهم من المتخصصين في العقائد الشاذة، والتنظيمات السرية، والجريمة المنظمة. أسئلة مثل كيف تعمل الكوزنة على تدمير العقول؟ وكيف تغسل الأدمغة؟ وكيف تُعَبِئُ النفوس بالغل والحقد وتملأها بالكراهية؟ وكيف تطمس الفطرة؟ وكيف تقتل الضمير؟ وكيف تغلظ القلب؟ وكيف تفسد الدين؟ وكيف تنحرف بالهوية؟ وكيف تحول الفرد العادي إلى عدواني؟ والمسلم إلى إسلاموي؟ والسوداني إلى كائن هلامي مغترب عن شعبه وكاره لأهله؟ وبعبارة واحدة كيف تفسد الكوزنة الانسان؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.