المؤتمر الاقتصادي أيضاً.. (ما بنختلف)…!!

0 98

كتب: مرتضى الغالي⁩

على عكس (أغنية حسن الزبير وخوجلي عثمان) أستأذن في أن (اختلف) مع كثير من الزملاء والأصدقاء وآخرين حول تقييمهم للمؤتمر الاقتصادي..! مع إنهم ينشدون الأمثل ويطلبون (النموذج الأوفى) والتنظيم والترتيب الذي يليق بالدول الاسكندنافية..! وبعضهم ينطلق من التكوينات التي يمثلها أو المعتقد الإيديولوجي والمعرفي الذي ينظر من خلاله للاقتصاد..ولكني استمعت إلى كثير مما دار في هذا المؤتمر فزادت والله معرفتي بجذور الأزمة الاقتصادية وجوانبها وحوافيها.. كما (رفعت من جهلي) ببعض الحلول والمعوقات العديدة التي تتعثر فيها..وقد برزت في المؤتمر إضاءات عالية حتى في (أربع دقائق لا غير)..كانت مجمل الوقت الذي تحدث فيه (أحد الترّاسة) من صف المقاومة ولجانها.. فقال كلاماً بديعاً عما وصفه (بالوقائع الخمسة) التي لابد من معالجتها للانطلاق، لأنها لا توائم ظروفنا الحالية.. وعدّدها واحدة واحدة؛ وكانت كما يلي: قصور الوثيقة الدستورية؛ وضعف أداء الحكومة؛ ومناوشات قوى الحرية والتغيير؛ و(عترسات) حركات الحركات المسلحة وحتى (تجنيح) لجان المقاومة التي يتحدث من صفوفها.. ثم أخيراً (عرقلة) المكون العسكري في مجلس السيادة..!! ولخّص هذا الشاب الثائر المشكلة الاقتصادية في أربع كلمات (غلاء المعيشة وغياب الأمن)..! ثم تحدث عن الموارد وقال إن السودان يعمل بـ %18 منها وأن 82% منها خارج الخزينة العامة.. أما لدى الشركات الخاصة الغامضة أو شركات الجيش والأمن (الأكثر غموضاً) وتكلم عن عدم شفافية مراجعة هذه الشركات.. ثم تحدث عن الدعم وعن التهريب و(المستفيدين خالص) من استمراره..! بمعنى أن مكافحة التهريب كما قال مشكلة أمنية تُغني عن رفع الدعم..!! ثم تحدث عن الذهب (حديث العارف) وضرورة أن تحصل الحكومة على تصديق بختم ذهب السودان حتى يدخل السوق العالمي.. وتعهد باكتمال ذلك أن يسلم الشباب و(الدهابين) الدولة 22 مليار دولار في العام عبر بورصته الداخلية..!..هذا الشاب كان يتحدث شفاهة في لُحيظات.. فما بالك بما تم عرضه في المؤتمر من أوراق علمية مكتوبة..؟! ..حتى صديقنا الدكتور كبلو خرج بمقترحاته القيمة من (القارب الماركسي) إلى (حافلة الاقتصاد الوطني العام) وطالب بإعادة قوة القطاع العام لتحقيق رأسمالية الدولة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا..!  

   أشرنا إلى كلمة هذا الشاب المقاوم وهو فرد بين ملايين.. استمعنا له وهو يقدّم مرافعته المُرتجلة في دقائق معدودات كان يطارده فيها بضبط الزمن رئيس الجلسة.. فوجدنا عنده هذه (الشذرات النفيسة) التي يمكن تقويمها ودراستها وتقويمها أو دحضها أو تعديلها وتعضيدها..فما أعظم ما في السودان من شباب ومن ثروة بشرية يحق أن (نباهي بها ونفتتنُ) كما يقول شاعر رفاعة والسودان (محمد عثمان عبد الرحيم)….!!  ويمكن لمن شاء أن يعدّد ثغرات تنظيم المؤتمر ومحتوياته وكيفية إدارته..الخ لكن لا يمكن أن نرميه بهذا الحاصب (فكيف كان نذير) ونجعل منه و(كأنه لم يكن)..! وقد التقت فيه قرائح وهمم واجتهادات ومقترحات ودراسات ومدارسات وتصويبات وتعقيبات، وتحدث فيه رجال علم وفكر وتجريبيون وأصحاب أعمال وصنايعية ومواطنون ومستهلكون وماليون وزراعيون إلى آخر قطاعات الاقتصاد وحقوله.. إلا أننا كسودانيين (مرامينا عالية) كما تقول أغنية الخير عثمان (فاتن الجزيرة)..ولكننا أيضاً لنا بعض النوازع (التبخيسية)..! والخلاصة أن المؤتمر الاقتصادي (حركة ما بطّاله) يمكن أن تتفرّع منها دوائر مراجعة وجماعات متابعة وسداد نقص وحلقات تخصصية مساعدة ممن يعرفون الذهب ومن يعالجون الزراعة ومن هم (أشطر) في الصناعة والبيطرة ومن يعرفون عالم التصدير ومن يجيدون التخطيط ومن يهتمون بالإصلاح المؤسسي…(وهلمجرا) كما يقول العلّامة عبد الله الطيب..ومن سار على الدرب وصل.. أو كاد..! 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.