المناظر !
.
*قبل مرور بضع ساعات فقط على مخاطبة الفريق اول (عبد الفتاح البرهان) لضباط وجنود منطقة ام درمان العسكرية ظهر يوم أول امس الاربعاء والذى قال فيه بأن “قوات الحركات المسلحة دخلت الخرطوم بتنسيق كامل مع قيادة القوات المسلحة وباتفاق خاص معها”، متحدثا عن ثقته في قادة هذه القوات بأنهم يتمتعون بالانضباط الكافي حتى لا يحدث خلل أمني خلال فترة تواجدهم بالخرطوم، وقع اشتباك مسلح بين افراد مجموعتين تتبعان لإحدى الحركات المسلحة في مساء نفس اليوم بالقرب من (مستشفى رويال) بالخرطوم اصيب فيه شخصان من بينهم شرطي واعتقال عدد من المسلحين، وحدوث حالة من الفزع بين السكان بسبب دوى الرصاص المتواصل!
*قال مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق (عيسى آدم إسماعيل) لقناة (الجزيرة)، “إن الاشتباك نتج عن خلاف بين مجموعتين من جبهة (تمازج)، إحداهما موقعة على اتفاق جوبا ومجموعة منشقة غير موقعة على الاتفاق تقوم باستيعاب مجندين باسم الجبهة”، وأوضح إلقاء القبض على 19 فردا من المجموعتين بينهم ثلاث نساء، وتم فتح بلاغات بمواجهة المتهمين.
*”وأثارت الاشتباكات الفزع وسط المواطنين نتيجة دوي الرصاص قرب الشقة التي احتمت بها إحدى المجموعتين، بحي بري وسط الخرطوم”.
*تعود تفاصيل الحادث حسب مصدر في الشرطة تحدث لاحد المواقع الاخبارية، ان قسم الخرطوم شمال تلقى بلاغا من حركة تمازج الجبهة الثالثة (إحدى فصائل الجبهة الثورية) يفيد برصدهم لمجموعة من عشرة أفراد تنتحل صفة الحركة وتقوم بتزوير بطاقات وتجنيد بشقة جوار مستشفى رويال كير”
*ووصلت قوة من الشرطة بأمر قبض وتفتيش عند الساعة الرابعة من عصر اليوم الأربعاء، ورفض عناصر المجموعة المسلحة الانصياع وحدث تبادل لإطلاق النار وتمت السيطرة على الموقف واقتياد عناصر المجموعة للتحفظ عليهم بالقسم الشمالي وإكمال إجراءات تقييد البلاغات في مواجهتهم”.
” وأضاف المصدر أن الحادثة مرشحة للتصاعد بحضور آخرين يرتدون ملابس عسكرية استولوا على الشقة بعد القبض على المجموعة التي كانت بها”.
*حركة (تمازج الجبهة الثالثة) هي إحدى فصائل الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، ولقد انشقت عن الحركة الشعبية شمال والأمين العام المكلف لها (ياسر محمد حسن بخيت) !
*في واقعة أخرى، استطاعت قوة من شرطة (معبر أبو حليف) بأم درمان بعد مطارده مثيره وطويلة يوم الثلاثاء الماض، ضبط عربة نيسان (باترول) تحمل عدد (2186) رأسًا من الحشيش في براميل بلاستيكية، بداخلها شخصان احدهما (ضابط) برتبة ملازم، ادعيا انتماءهما لحركة العدل والمساواة.
*حدث ذلك جنوب المعبر بعد كمين ناجح في إحدى الفتحات في الترس الأمني، ويقود العربة (الضابط) وبرفقته المتهم الثاني، ليتم اقتيادهما لدائرة الاختصاص وفتح بلاغ في مواجهتهما بالقسم الجنوبي أم درمان بحيازة ونقل مواد مخدرة!
*نفت حركة العدل والمساواة لاحقا انتماء الشخصين إليها، وقال الناطق الرسمي باسمها (معتصم صالح) “إن الحركة ليس لها علاقة بمثل هذه الأفعال”، مضيفا انه “حتى لو ضُبط أي من منسوبينا فهي سلوكيات فردية، وبدورنا نطالب بإيقاع أقسى العقوبات على المجرمين سوى من الحركة أو خارجها”!
*هذه هي المناظر فقط لوجود قوات الحركات المسلحة في الخرطوم، التي اعترف (البرهان) بأنها “دخلت بالتنسيق مع قيادة القوات المسلحة، مؤكدا ثقته في قادتها بانهم يتمتعون بالانضباط الكامل حتى لا يحدث خلل امنى خلال تواجدها في الخرطوم”، وقبل أن يتلاشى الهواء الذى حمل حديثه الى آذان المستمعين إليه، ظهر نوع الانضباط والثقة اللتين تحدث عنهما، باشتباك مجموعتين مسلحتين قرب مستشفى رويال بالخرطوم، والقبض على عربة محملة بالحشيش في أم درمان .. إلخ !
*ولا يعرف احد ماذا سيحدث غدا، ولكن ما نعرفه وما يجب أن يعرفه (البرهان) جيدا، أنه سيكون المسؤول الأول والأخير عن ما يحدث، ولن يكون حينئذٍ مجال للإنكار والافلات، والحديث عن المندسين والمدسوسين والتجاوزات الفردية واي تخاريف من هذا النوع !