بقلم : كمال كرار
استمعت إلى كلام مهم قالته لي الدكتورة تقوى ..التي تعمل في الحجر الصحي ..وانقل هنا بعضا منه ..
وحدات العناية المركزة على نطاق السودان لا تزيد سعتها عن ٢٠٠ مريض .
الفيروس على الاسطح يبقي مابين ٨-١٢ ساعة نشطا وناقلا للعدوى ..
١٧ مشتبها به في الحجر الصحي ووفاة واحدة بسبب المرض حتى الآن ..
ناقصو المناعة والمصابون بالسكري ٱو الأزمة يشكل الفيروس خطرا على حياتهم .
عصير البرتقال والليمون وغيرها من الفواكه الغنية بفيتامين سي ترفع من درجة المقاومة ..بأمل ألا تحدث مضاعفات ..ولكن لا علاج للفيروس حتى الآن ..
واستبعدت تقوى ٱن يكون الفيروس مصنوعا ..مشيرة لقدرة الفيروسات على تغيير الخصائص (المحفظة كما هو تعبيرها).
وأكثر ما يخيفها – كما قالت- هي حالة اللامبالاة التي يتعامل بها البعض مع هذا الوباء ..طريقة السلام ..الاختلاط ..عدم استعمال المعقمات ..الزحمة في الٱسواق وطلمبات الوقود والٱفران ..
وتمنت ألا يتفشى لٱن النتيجة ستكون كارثية ..
وعطفا على ما قالت فالنظام الصحي عندنا قضت عليه الانقاذ البائدة ..وها نحن ننهض به من الٱنقاض .
والكثير من العمل ينتظر من أجل تطوير القطاع الصحي وتحويل المفاهيم به من سلعة إلى خدمة ..وتطهيره من الطفيليين والمتاجرين بصحة الناس ..
والمثل الذي يقول مصائب قوم عند قوم فوائد ينطبق علينا ..فتسللت الكمامات من الصيدليات ..للسوق ..الأسود والكمامة اشتراها البعض ب ٣٠٠ جنيه .
ومجانية الصحة ..مطلب ثوري تقف دونه عقليات تنظر لفوائد البزنس الصحي حتى وإن كانت جثة لا يسمح بدفنها مالم يدفع ذوو المتوفي باقي الحساب ..
وكلما كانت المنظومة الصحية تشمل الفقراء والأغنياء ولا تفرق بينهم في العلاج والتداوي كلما تفادينا الموت المجاني .
كوبا الآن ارسلت فرقا طبية إلى ٣٧دولة لمكافحة الكورونا ..ووضعت أكثر من ٣٢ ألف سائح في الحجر الصحي ولا تنقصها المستشفيات ولا المعينات ..لأن الصحة أولوية قصوى ..هناك .
ويتخرج الأطباء في بلادي ولا تعيين بدعوى (ماف ميزانية).
ونواب الاختصاصيين معاقبون بسبب موقفهم المعارض لسياسات النظام البائد ولا زالت العقوبة مستمرة .
ومستوصفات ومعامل خاصة تبع النظام البائد تمت صناعتها داخل المستشفيات العامة بعقود مضروبة .
وشركات تأمين صحي تنهب الناس ولا تعالجهم ..والحرمنة لا تعني نط البيوت فقط .
ستقضي البشرية على هذا الوباء بعد خسائر فادحة ..ولكن علاج الأسباب وليس النتائج سيمنع حدوث مثل هذه الكوارث مستقبلا ..والبداية بكنس المنظومة الامبريالية الصحية ..والتي تحرم الغالبية من العلاج تحت لافتة عدم مجانية الصحة ..
ومنذ أن تقرر منح نسبة مما يدفعه المرضى للدكاترة والكوادر الصحية ..صار الطب تجارة ..ومنذ أن نشأت عشرات الكليات الطبية دون مقومات ..وبمعيار دفع القروش وليس الشهادات ..صار الطب في كف عفريت ..
ستنجلى الكورونا ..وتعود الحياة كما كانت..تقولها تقوى بثقة ..وهي التي تتعامل مباشرة مع الفيروس القاتل ..ونأمل فيما بعد الكورونا في منظومة صحية تشبه ثورتنا.