بيان شبكة الصَّحفيين السُّودانيين حول تقرير الشرطة

0 100

 

خرجت قيادات شرطة السودان بلسان الكذب الصريح الذي خبره وعلمه أهل السودان طيلة حقبة الإنقاذ لثلاثة عقود، فأنكروا ما شهده الناس عياناً ووثقوه بكاميراتهم وأشهروه للعالم من عنف دموي وقمع وحشي، تشهد عليه سجلات المستشفيات وسرادق العزاء التي امتدت في مختلف أحياء الخرطوم وبحري وأم درمان، وإطلاق لفرق القتل في مواجهة المتظاهرين السلميين خلال مليونية 17 نوفمبر، والتي سجّلت عدداً غير مسبوق من الشهداء الذين ارتقوا في يوم واحد بلغ أكثر من 15 شهيداً، تم استهدافهم جميعاً بواسطة القناصة بالإصابة في الرأس والصدر، وعشرات الجرحى والمصابين والمعتقلين الذين تعرّضوا للضرب الوحشي والسحل الانتقامي، بخلاف عمليات الترويع واقتحام الأحياء السكنية والمُطاردات واقتحام المنازل، والإطلاق العشوائي للرصاص وعبوات الغاز المُسيّل للدموع في الشوارع والطرقات والمنازل.
بجانب حصار المستشفيات وترويع الأطباء والمرضى والمُرافقين وعرقلة وصول عربات الإسعاف إلى المستشفيات وضرب المسعفين والتنكيل بهم وتفتيش ونهب المصابين في تصرفات ترقى لدرجة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
إنّ قيادات الشرطة تتولى كبر هذه الجرائم النكراء التي وقعت بحق أبناء شعبنا، وهي جرائم ترقى للجرائم ضد الإنسانية التي تحاسب عليها القوانين داخلياً ودولياً، ولا سبيل للتنصل من هذه المسؤولية، أو التلميح لمسؤولية قوات أخرى شاركت في عملية قمع التظاهرات، سواء كانت عسكرية أو مدنية.
ستتحمّل قيادات الشرطة المسؤولية الجنائية كاملة عنها، شأنها شأن قادة السلطة الانقلابية ووالي الخرطوم المكلف ولجنته الأمنية، وستطال المحاسبة على الجرائم التي وقعت، كل قادة الشرطة المسؤولين، بدءاً من إدارة الشرطة العليا ممثلة في مدير عام الشرطة ونائبه، مروراً بمدير الشرطة الولائي ومساعديه، ومديري الشرطة بالمحليات.
لقد جرّب قادة الشرطة من قبل طوال عهد الإنقاذ أن يكونوا شركاء في الجرائم وأبواقاً للكذب وتزييف الحقائق، ولا تزال واقعة مدير شرطة ولاية كسلا في واقعة استشهاد المعلم أحمد الخير خلال ثورة ديسمبر بالقضارف ماثلة بالأذهان، وهو طريق ينتهي بمن يختاره بالحساب والخزي والاحتقار من الشعب، وما حمله المؤتمر الصحفي من كذب وتدليس لا ينتهي بقادة الشرطة إلا في هذه المكانة الوضيعة المستحقرة.
سندفن شهداءنا وندفن بثباتنا وتقدمنا في مواجهة هذا الانقلاب الدموي ورموزه عهداً طويلاً من التضليل وتسخير أجهزة الدولة للقمع والبطش، وسيُحاسب كل المتورطين في حمامات الدم.. لن ينجو منهم أحدٌ وساعة الحساب آتية وقريبة.
المجد للشهداء الشرفاء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.