بيني وبين ديانا وكامبل وجاكسون

0 53

كتب: جعفر عباس 

.

أواصل تقليب أوراق دفتر ذكريات رحلاتي الخارجية، لأعزي نفسي من الحرمان من الحركة لقرابة عامين بعد ان استولى اصغر عيالي على السلطة بعد تفشي الكورونا ومنعني حتى من مغادرة البيت لقرابة العامين، وأتوقف عند الفترة التي عاشت فيها عائلتي معي في بريطانيا خلال عملي في هيئة بي بي سي الإعلامية (وهي الفترة التي عانيت فيها من انقلاب الرأي العام العالمي علي، لأنها شهدت وفاة الليدي ديانا في حادث مروري في باريس، وأشاعت الصحف الصفراء أن ذلك كان انتحارا بعد ان لمست ديانا عدم استجابة لعواطفها نحوي بعد ان شاع أمر أن لي علاقة مع عارضة الأزياء السمراء نيومي كامبل، رغم ان كل ما هناك هو أن نيومي- التي جعلها العرب نعومي- مع أنها لا تقدر على نطق حرف العين إلا عند الاستفراغ؛ بينما كل هناك هو أن نيومي تلك- وهي خلاسية وبعض صينية وبعض أفريقية- جمعتني بها الصدف في اسانسير في مبنى بي بي سي، وكان معنا قوم آخرون ولكنها حيتني بعينيها الواسعتين وهي تهز رأسها في اتجاهي، ورأيت الحسد في وجوه الآخرين، ولكنني لم “أُعبِرها” وتناقل من كانوا معي في ذلك الأسانسير تحيتها ذات الدلالات لي وشاع حينها انها تحرشت بي وانني سويت حالي ” تقيل وصعب المنال” لتضليل الرأي العام العالمي).

وحزت نجومية زائفة خلال عملي في بي بي سي، عندما كنت أقف في شرفة في الطابق السابع من المبنى، ورأيت خلقا كثيرا يصرخون أمام مدخل المبنى، ورجال الشرطة يحاولون منعهم من اقتحام البوابة الرئيسية، فحسبت لبعض الوقت ان هناك انقلابا على حكومة رئيس الوزراء البريطاني وقتها جون ميجر، وقلت ربما الجماهير تحتج على أمر صدر عن بي بي سي، وتذكرت كيف ان حكومة جعفر نميري كانت تسير المظاهرات في شوارع الخرطوم كلما بثت بي بي سي خبرا عن مجازر راح ضحيتها خصوم النظام، ويعلو خلالها الهتاف: داون، داون بي بي سي (تسقط، تسقط بي بي سي)، ولم أكن أفهم معنى ومرمى ذلك الهتاف: كيف تسقط محطة إذاعة او تلفزيون استجابة لهتاف؟ ثم إذا كانت حكومة نميري تعتبر من أوردته بي بي سي كذبا فذلك في حد ذاته “سقوط” فلا يحتاج الى من يطالب به. المهم انني تحريت أمر التجمهر ذاك وعرفت أن المغني الأمريكي بلدياتي (أي الأسود) مايكل جاكسون داخل المبنى، فتراجعت قليلا عن موقعي ووضعت كمامة على وجهي كما كان جاكسون يفعل كلما خرج الى مكان عام، وصرت ألوح للجماهير بيدي، فيعلو الصراخ بحسبان انني جاكسون وأتفاعل مع المعجبين والمعجبات، وبصراحة أحسست حينها انني فعلا “نجم”، وحمدت الله على ارتدائي للكمامة لأنها تخفي أنفي الأفريقي بينما كان أنف جاكسون منقار صقر بعد ان خضع لجراحات تخلص خلالها من قسم كبير من أنفه الأفريقي، ووقفت طويلا أحيي الجماهير ورافعا علامة النصر، إلى ان أحسست بمن يربت على كتفي، فإذا به رجل ضخم الجثة وعريض المنكبين و”المنكعين شلولح”- المهم ان الرجل كان من قسم الأمن وقال لي بحزم: ستوب إت، أي توقف عما تقوم به، فقلت له إنني أملك الحرية للوقوف حيث أشاء وإتيان ما أشاء من حركات، وانه ليس في ذلك خرق للقانون البريطاني او لائحة بي بي سي، وعندها تغيرت لهجة الرجل: بليز- رجاءً- لقد قمنا بتهريب جاكسون خارج المبنى من باب خلفي والجماهير على الباب يتفاعلون معك باعتبار انك جاكسون.

وانسحبت بعد التلويح ب”باي باي” وانقضت بذلك فترة نجوميتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.