تحديات في طريق الترتيبات الأمنية

0 37

دكتور محمد علي حسين شرف الدين

بحكم مقتضيات ظرفية وعوامل معروفة لسنا بصدد ذكرها في هذا المجال أصبح في السودان ثلاث أنماط من الجيوش وهي جيش القوات المسلحة السودانية وجيش قوات الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة . هذه الجيوش مختلفة في في المنشأ والمشرب وكل فرقة منها تحمل السلاح الناري وتلوح به في وجه الآخر بجانب ذلك فإن عرب البادية أصبحوا يطالبون بإنشاء قوات للعرب الرحل بإعتبار ان قوات الدعم السريع لا تمثلهم إنما هي قوات لعامة الشعب السوداني . لا يمكن لبلد يعيش بثلاث او أربع أنماط من جيوش لا تربط بينها أهداف مشتركة أن تنعم بسلام فلا بد من الدمج بين تلك القوات لتأسيس جيش وطني واحد لشعب واحد فهذا ما ذهبت إليه آتفاقبة جوبا للسلام .. إلا ان هذه العملية ليست سهلة فهناك عدة معوقات من بينها كانت مسألة الرتب القيادية ، فكل فصيل من تلك الفصائل لديها قادة عسكريين برتب مختلفة وهذه الرتب في تقدير الجيش السوداني درجات يتدرج إليها الضباط وفق شروط وأسس قانونية معترف بها دوليا وإقليميا ةليست مجرد علامتن يضعها كل شخص كما يشاء فمن شروط إستحقاق الرتبة العسكرية العليا أن يكون الضابط خريجا من الكلية الحربية حتى تتم ترقيته إلى بعض المستويات العسكرية وأن يخضع الضابط لعدة كورسات دولية في مختلف الأكاديميات العسكرية المتخصصة..
إلا أن الفصائل الأخرى لا تعترف بهذه الشروط بحجة أن الكلية الحربية السودانية مؤسسة محتكرة من حيث الأساس ولا يقبل فيها إلا أبناء إثنيات معينة من الشعب السوداني . فهذه المعضلة يصعب حلها إذ لا يمكن أن يتساوى ضابط برتبة فريق تدرح إلى رتبته العسكرية عبر القنوات الرسمية مع ضابط آخر جاء مباشرة من الغابة من دون أن يمر بأي رتبة أخرى غير أن وجد نفسه في رتبة الفريق على خسب مؤهلاته القتالية فقط فهذا الشرط لا تقلله قوات السريع واا قوات الحركات المسلحة .. ومعضلة أخرى كان في الاعتقاد ان قوات الدعم السريع تمثل المجموعات العربية البدوية بينما قوات الحركات المسلحة تمثل بقية المجموعات القبلية السودانية الأخرى. وفي نهاية المطاف زعمت الدعم السريع أنها قوات لعامة الشعب ولا تمثل مجموعة إثنية معينة وهذا الإدعاء لا يقنع الشعب السوداني من حيث الواقع فقوات الدعم السريع قوات تمثل الفلول العربية التي وفدت إلى السودان من دول الجوار وكان من أهدافها إزاحة بعض المجموعات القللية من مواقعها لتسكين عرب البادية الذين نزحوا من مختلف دول الجوار وهذا أمر لا يحتاج لدليل فهو واضح وضوح الشمس في كبد السماء يعرفه الصغير والكبير .. وبجانب ذلك فإن القيادات العربية التي أسست ميليشيا قوات الدعم السريع حتى بلغت ما بلغت إليه أصبحوا الآن يطالبون الحكومو بالسماح لهم لإنشاء قوات قبلية مسلحة لحماية البادية والمسارات العربية .
فهذه المعضلات تعيق إمكانية تحقيق مسألة الترتيبات الأمنية على أرض الواقع . وهذا ما ينذر فعلا إلى إحتمال لنشوب صراعات قبلية ضارية في السودان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.