تعليق عضوية إسرائيل المراقبة في الاتحاد الافريقي ، دائم ام مؤقت

0 99

تقدير موقف: مركز تقدم للسياسات

مقدمة:

أثارت حادثة طرد الدبلوماسية شارون بارلي- نائبة الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية الإسرائيلية- من قاعة اجتماع قادة دول الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا ، اثارت جدلا واسعا حول وضعيتها القانونية بالتكتل الافريقي , وما اذا كانت قد منحت بالفعل صفة مراقب في الاتحاد الافريقي ام لا.
مسؤول في الاتحاد الإفريقي قال ، إن الدبلوماسية التي “طُلب منها المغادرة” لم تتلق دعوة رسمية لحضور الاجتماع ،.
بالمقابل، اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية كلا من الجزائر وجنوب إفريقيا بالوقوف وراء الحادثة. وقالت في بيان لها: “يؤسفنا أن نرى الاتحاد الأفريقي رهينة عدد قليل من الدول المتطرفة مثل الجزائر وجنوب إفريقيا، التي تتحرك بدافع الكراهية وتسيطر عليها إيران، مؤكدة في بيانها أن لديها مكانة مراقب معتمدة وأن مندوبها يمتلك شارة الدخول.

في الخلفية:
كانت إسرائيل قد حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي في يوليو 2021 بعد عقود من الجهود الدبلوماسية، بقرار إداري من رئيس الاتحاد الإفريقي موسى فكي , حيث شغلت اسرائيل هذه المكانة ، عندما كان الاتحاد يعرف بمنظمة الوحدة الافريقية قبل ان يتم استبدال الاسم في العام 2002. ودافع الامين العام للمنظمة عن القرار حينها بانه قرار قانوني , وتصرف وفقا للصلاحيات الممنوحة له.
في أغسطس 2021 رفعت 7 دول عربية افريقية بقيادة الجزائر مذكرة اعتراض على قرار منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة القارية، وهو موقف تضامنت معه جنوب إفريقيا ونيجريا، واعتبرت المجموعة حينها قرار رئيس المفوضية تجاوزا سياسيا واجرائيا. تلا ذلك تشكيل لجنة من ثمانية رؤساء دول بهدف التشاور مع الدول الأعضاء حول وضعية إسرائيل في الاتحاد وتقديم توصياتها في القمة المقبلة، وبحسب دبلوماسيين في القمة ، فإن اللجنة الجديدة ستضم جنوب إفريقيا والجزائر ، اللتين عارضتا تحرك فكي لاعتماد إسرائيل ، وكذلك رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللتان أيدتهما. كما طلبت الكاميرون أيضا أن تكون عضوا في اللجنة بينما طلبت جنوب أفريقيا ضم نيجيريا أيضا.
وترى المجموعة الرافضة، ان منح اسرائيل عضوية المراقبة في الاتحاد الإفريقي يتعارض مع مواقف إفريقيا الداعمة للفلسطينيين مبدئيا وتاريخيا. حيث ذكرت حكومة جنوب أفريقيا إن قرار الاتحاد الأفريقي بمنح إسرائيل وضعية المراقب هو أكثر إثارة للصدمة في عام كان فيه الشعب الفلسطيني المضطهد يطارده القصف المدمر , وتستمر فيه اسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية على الأرض ، قائلاً إنه “لا ينبغي أبدًا مكافأة إسرائيل على انتهاكاتها ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني , مستصحبة خطاب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية للقادة الأفارقة في افتتاح القمة بسحب الاعتماد بينما تري الأمانة العامة للاتحاد والدول الإفريقية الداعمة لقبول عضوية إسرائيل أن ذلك سيعزز مصالح القارة السمراء ، ويمنح الاتحاد الإفريقي أوراق سياسية مهمة للمساهمة في حل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي.

موقف الامين العام موسي فكي:
ذكر الأمين العام للاتحاد الافريقي أنه في العام الماضي تم مناقشة مسألة وضعية اسرائيل كمراقب في الاتحاد الافريقي. ونتيجة لهذه المناقشات المختلفة، قرر الاتحاد إنشاء لجنة مخصصة من رؤساء ثماني دول بهدف التشاور وتقديم التوصيات بشأن هذه المسألة، ترتب على ذلك تعليق النظام الأساسي إلى أن تتمكن هذه اللجنة من الانتهاء من المداولات. ولذا تم تعليق صفة المراقب التي منحت لإسرائيل، وعليه لم نقم بدعوة مسؤولين إسرائيليين إلى قمتنا.

خلاصة:
تعليق الاتحاد الأفريقي النقاش في قمته الأخيرة حول ما إذا كان سيتم سحب اعتماد إسرائيل كمراقب في الكتلة، عكس خشية الاتحاد من ان يؤدي التصويت الي خلق انشقاق غير مسبوق في الهيئة المكونة من 55 عضوًا. ذلك بدوره يطرح تساؤلات عن مدى صلابة الموقف المعارض لمنح اسرائيل الصفة، وعن نجاح صوته في تحويل صمت الغالبية الى داعم له من منطلق حرصهم على تماسك الاتحاد، هذه الفرضية يعززها الخطاب القوي الذي تبنته كلا من دولتي الجزائر وجنوب افريقيا ضد القرار الي جانب عضويتهما في اللجنة التي كلفت لإعداد المداولات وتقديم التوصيات للاتحاد. أما فرص اعتماد قرار قبول الصفة فتكمن اولا في الدور الذي يمكن ان تلعبه الشراكة الامريكية الافريقية الجديدة التي اسست لها القمة الامريكية الافريقية الاخيرة في كسب تعاطف دول تحاول ان تحظي بنصيب في المساعدات التي اعتمدتها الولايات المتحدة في ديسمبر 2022, وأشارت بعض المصادر الإعلامية الافريقية ، ان احد الشروط غير المباشرة للمساعدات الامريكية هو تعزيز العلاقات الإسرائيلية الافريقية . وستنكشف صدقية المواقف الرافضة لعضوية إسرائيل المراقبة في الاتحاد الافريقي ، بعد التحرك الإسرائيلي الأخير في القارة والاتفاقات الاقتصادية والأمنية التي وقعت مع دول مثل تشاد وأوغندا وكينيا ، وكذا بعد اتفاقات التطبيع الجديدة مع دول عربية افريقية وفي المقدمة حتى الان السودان والمغرب ومصر ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.