تمتين الشراكة

0 72
كتب: عميد دكتور الطاهر ابو هاجة
.
حكومة الثورة الثانية التي أدت القسم مؤخرا تحتاج و بشكل فاعل الى تمتين علاقة الشراكة  مع القوات النظامية عامة والقوات المسلحة بصورة خاصة. هذا التمتين يجب أن يبنى بعيدا عن الإتهامات و إصدار الأحكام المسبقة القائمة على الشكوك …
وهذه القضية تحتاج الى مصارحة وشفافية وواقعية ..
إن خطى الثورة المسرعة والتواقة للديمقراطية و الحرية والعدالة ، هذه الخطى من الأفيد أن تسير في (حزية واحدة) دون أن تتقدم هذه أو تتأخر تلك في تناغم و تلاحم ، ذلك أن الفترة الإنتقالية ذروة سنامها المدنية و (عضم) ظهرها القوات المسلحة فهما روح واحدة في جسدين. روح تعبر عن نبض الثورة و أهدافها.
والمشكلات الإقتصادية لاتنفصل عن الأمنية، وهنا لابد من نظرة جديدة لهذه العلاقة ، نظرة تضع المصلحة العليا فوق كل الإعتبارات.
التشكيلة الجديدة لانريدها ( كجبة درويش) مختلفة و متنازعة، و إنما كثوب و إن ضم رقع كثيرة لكنه يعطينا من كل روضة زهرة و غصناً أخضر للسلام و المحبة و الوئام.
الفترة الإنتقالية إنما هي مدخلنا للديمقراطية الراسخة، و دولة المواطنة و حقوق الإنسان، ولابد من بذل أقصى جهدنا و أغلى وأعز مانملك في أن نجعل العدالة الإنتقالية واقع معاش أمامنا، عدالة دون ما تراخي أو ضعف، عدالة تحاسب المذنب و تسترد الحقوق العامة و الخاصة لكنها لا تحمل شبهة غل ولا حقد، وهنا فليس من مكان للحب و الكره و إنما فقط رد الحقوق، وبسط سلطة القانون ، وقد صدق من قال للفاروق في الأثر في القصة المشهورة (إعطني حقي، إنما تأسى على الحب النساء).
الفرصة أمامك أيتها الحكومة الجديدة فالتجربة السابقة تقول إن الجهد المبذول في الصراعات كان أكبر بكثير من الجهد المبذول في البناء والتعمير و الحكمة ومعاش الناس والإستقرار ، إذا لابد من درس مستفاد و ( كتلوج ومرشد للجميع يجيب على السؤال الملح كيف نبني الوحدة الوطنية ؟.. ثم كيف؟ فالنبدأ بسم الله ، و أعلموا أن راس الأمر كله القوات المسلحة ففي قوتها قوة لبيضة الأمة السودانية وفي ضعفها لاسمح الله ضياع لهويتنا و عزتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.