تمرد عساكر الأمن جرس انزار

0 78

بقلم : جعفر عباس
ثبت اليوم بالدليل القاطع أن العساكر الذين سعوا للانفراد بالسلطة بعد سقوط حكم البشير، ثم تمسكوا بوزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات بحجة أنهم الأقدر على الإمساك بملف الأمن، ثبت أنهم أكبر مهدد لأمن البلاد، ففي وردية المجلس العسكري الانتقالي حدثت ابشع الجرائم والمجازر في ساحة الاعتصام والسوكي والأبيض، وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت بورتسودان والجنينة وغيرهما انفلاتا أمنيا غير مسبوق، ثم جاءت ظاهرة النيقرز الذين يدخلون العاصمة جهارا نهارا ويزرعون الرعب في النفوس
وكل ذلك كوم وتمرد عساكر إدارة العمليات في جهاز الأمن وترويع الناس في بحري والخرطوم والقضارف والأبيض، جبل وليس مجرد كوم آخر، فقد تم حل تلك الإدارة قبل اكثر من شهرين فكيف تم السماح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم ومفاتيح مخازن الذخيرة كي يمارسوا البلطجة المسلحة طوال ست ساعات في قلب عاصمتنا؟ الإجابة سهلة وهي أن جهاز الأمن والمخابرات في مجموعه أكبر خطر على أمن البلاد وثورة ديسمبر فقد ظلت مهمة الجهاز هي الدفاع عن نظام البشير ونظير ذلك تمتع أعضاؤه بالحصانة ومارسوا أبشع أنواع القهر والتعذيب والتقتيل بحق خصوم ذلك النظام، وبعد ان تم الحكم على 28 من السفلة الذين قتلوا الشهيد احمد الخير بالإعدام، بدأ زبانية ومجرمو الأمن يحسون بأن زمانهم وعزهم فات ورقاصهم مات، ولهذا ستظل الثورة وحكومة الثورة العدو الأول في نظر العاملين في الامن والمخابرات وبالتالي فان تفكيك الجهاز ينبغي ان يأخذ الأولوية على تفكيك تمكين دولة الكيزان، فالكيزان لن تقوم لهم قائمة، ولم يكن يسندهم او يحرسهم سوى جهاز الأمن
ورب ضارة نافعة، ولعل عسكر السلطة يدركون بعد احداث اليوم أن عناصر أمن معحمد عطا وقوش هم أكبر خطر على أمن البلاد، وطريقة تعاملهم مع تمرد اليوم ستكشف ما إذا كانت قلوبهم على الوطن أما ما زالوا يتسترون وراء هياكل نظام البشير ويستترون به
على كل حال فإن الحكومة الحالية ستظل بلا حيلة في ملف الأمن لما لم تتم إعادة هيكلة جهاز الأمن وتصفيته من المجرمين الذين مارسوا التقتيل والتعذيب والبلطجة عبر سنوات طويلة، ولتكن معركة الثوار التالية مع هذا الجهاز السرطاني ففي اقتلاع أركانه وإعادة صياغته يكمن الأمان الحقيقي للوطن والمواطن
ما حدث اليوم الثلاثاء 14 يناير 2020 تمرد عسكري ولا ينبغي ان نقبل بأقل من ان يتم تقديم من شاركوا فيه الى محاكم عسكرية بموازاة تصفية جهاز الأمن من المجرمين والقتلة واللصوص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.