جلطات التعازي (إعادة)
كتب: جعفر عباس
.
يأتي أحدهم ليعزيك في فقيد عزيز ويقول لك: ان شاء الله آخر الأحزان؛ أليس هذا دعاء بأن تموت أنت قبل أحبابك حتى لا تحزن عليهم؟ وأهل فلسطين والأردن وسوريا يبلغونك بأن فلان مات بقولهم: اعطاك عمره!! هل يقصدون انني عايش أوانطة على حساب المرحوم، أي خصما من سنوات عمره؟ أما المصريون فعندما يعلنون وفاة شخص ما فيقولون: ربنا افتكره!! هل يحسبون ان الله جل وعلا يطنش المصريين طوال حياتهم ولا يفتكرهم (يتذكرهم) إلا عندما يكلف عزرائيل بأخذ أرواحهم؟
وكثيرا ما يخطئ الواحد منا في التعبير عن المواساة عند تقديم التعازي لشخص فقد عزيزا لديه، ويحدث أن يلتقي أشخاص ببعضهم البعض في بيت عزاء مصادفة فيصيح أحدهم: يا سلام .. فرصة سعيدة، وتلك زلة لسان
كان مغترب سوداني في أبوظبي يصطحب ولده الصغير أينما ذهب لتقديم عزاء، فيجاري الصغير الكبار ويرفع يده بالفاتحة وذات يوم سأله أحدهم: ماذا تقرأ عندما ترفع يديك كما أبيك؟ فقال الصبي: أبدأ العد 1-2-3-4-5 الخ لغاية ما الزول الثاني يمد يده ليسلم علي، وذات يوم سمعت إحدى قريباتي في “بحري” عويلا خافتا في بيت الجيران، فهرعت على عجل لمواساة جارتها التي كان زوجها نزيل المستشفى، ولكنها انتبهت الى ان البكاء “مسيخ” بطريقة “هيء هئ هئ إييييي” النسائية السخيفة المعروفة، فاقتربت قريبتي من صاحبة البيت وسألتها: منو مات؟ فقالت لها ان المتوفى هو والد زوجها فصاحت قريبتي: بركة، بركة.. الحمد لله (بمعنى: بسيطة طالما هو ليس زوجك 🤣🤣) وهي أفضل حالا من ذاك الذي سأل ابن المرحوم عن سبب الوفاة قال له إنها الملاريا فصاح صاحبنا: لو ملاريا… بسيطة.
هل مرت بك مواقف صعبة وطريفة او سمعت بها في مكان عزاء؟