حكومة البنك الدولي .. تسقط بس
كتب: كمال كرار
.
كذب البدوي ومن بعده هبة ومن بعدهما جبريل في ادعاءاتهم حول الدعم ورفعه بالنسبة للمحروقات وبخاصة البنزين.
ولا يكذبون فقط بل يخفون الحقائق لتضليل الشعب وتجهيله كما كانت تفعل الانقاذ المبادة.
يكذبون ويخفون حقيقة أن ٧٢٪ من كميات البنزين المستهلكة تنتج من مصفاة الخرطوم.
وإن المالية بالذات لا تدفع أي تكلفة في النفط السوداني حتى تكريره وتوزيعه بالمحطات.
ولو تغاضينا عن واقع أن المصفاة حكومية واعتبرنا رسوم التكرير البالغة ٦.٩ دولار هي التكلفة فحسابها بالسوداني وبسعر السوق الأسود (٤٧٠) يساوي ٣٢٤٣ جنيه، وهي تعادل ثمن جالونين ونص بنزين بسعر جبريل.
والبرميل الواحد المكرر من النفط فيه 20.6 جالون جازولين، و12.3 جالون بنزين، بخلاف بقية المنتجات مثل البوتاجاز، ووقود الطائرات والديزل والفحم البترولي.
وبحساب البنزين والجازولين فقط كما ترون، فإن حكومة البنك الدولي المسماة زورًا وبهتانا بحكومة الفترة الانتقالية إن باعت جالون البنزين والجازولين بسعر 100 جنيه فقط
فأنها تغطي تكلفة برميل النفط وتزيد، وبقية المنتجات الأخرى تشكل أرباحًا صافية لهذه الحكومة التي تكذب على الشعب.
والكذب والتضليل ليس اتهامًا لوزراء المالية الذين جاءوا بعد الثورة، بل هو ديدن كل الطاقم الانتقالي، ولا استثني احدا..
ويا أيها الشعب أين تذهب أموال النفط التي تنزع من جيوب الفقراء؟
للقطاع العسكري الذي ينال نصيب الأسد من الميزانية ولتنفيذ الترتيبات الأمنية كما قال اتفاق جوبا.. ولا يصرف أي جنيه على ما يهم الناس..
وحكومة البنك الدولي تقف متفرجة على الأسعار وهي تطلع السماء لأن الصندوق عاوز كدة، ولأن السماسرة يقررون الآن في الشأن الاقتصادي.
وحكومة البنك الدولي لم ولن تحاكم قتلة الشهداء، ولم تسلم المخلوع للجنائية، ولم توقف آلة القتل التي تحصد الثوار كل يوم.
وحكومة البنك الدولي تعطل المجلس التشريعي والنقابات من أجل تنفيذ كامل شروط الصندوق والبنك الدولي كيما يموت الناس جوعًا دون ضوضاء.
ولأن الشعب لم يعط البنك الدولي ووكلائه شيك على بياض لتحطيم الاقتصاد وفرملة الثورة، فإنه سينتزع سلطته الثورية بأدواته الثورية والترس صاحي والمظاهرات الآن في كل مكان..
اليوم الخرطوم وغدًا عطبرة شرقت، والدمارين، والابيض، وبورتسودان، وكوستي، وربك، وكريمة، ومدني.. وقريبًا سيصرخون وربما يعتذرون ولكن؟ اعتذارك ما بفيدك العملتو كان بي إيدك.
وأي كوز مالو؟