حمدوك: إتفاقية جوبا لم تكن نهاية المطاف، ولا صفقة لتقسيم السلطة والثروة
الخرطوم _ السودان نت
قال رئيس مجلس الوزراء في كلمته خلال حفل التوقيع أن الثالث من اكتوبر من العام الماضي كان يوما للتحول والنصر موضحاً أن الاحتفال في جوبا كان إعلاناً عن مغادرة قطار السلام السوداني محطة الصراع والحرب نحو المستقبل الذي يستحقه الشعب السوداني وأضاف “المستقبل أصبح ممكناً بفضل ثورة ديسمبر المجيدة وتضحيات النساء والرجال والشباب ومن جميع اطياف الأمة السودانية بما في ذلك أولئك الذين شاركوا وحملوا السلاح” جاء ذلك خلال كلمته اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم، بمناسبة حفل التوقيع على انضمام دول الترويكا والإيقاد كشهود على اتفاق جوبا لسلام السودان، وذلك بتشريف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وبحضور عدد من من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء، وحاكم إقليم دارفور وقيادات العمل السياسي والنقابي والتنفيذي والشعبي ومبعوثي دول الترويكا (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج) لدى السودان، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والسلك الدبلوماسي.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن النساء ظللن في الخطوط الأمامية لقيادة ثورة ديسمبر المجيدة مؤكداً في هذا الصدد التزام الحكومة الانتقالية بضمان التمثيل العادل للنساء في المناصب القيادية.
وقال د.حمدوك أن اتفاقية جوبا للسلام كانت بمثابة وفاء لتعهد رئيسي للحكومة الانتقالية على طريق خلق إمكانيات لسودان مستقبلي يسترشد بمبادئ الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة موضحاً أن تضافر الجهود المبذولة لنجاح الانتقال في السودان من تنوع المعارف والخبرات والأراء التي قدمها الجميع نساءً ورجالاً إلى طاولة المفاوضات أسهمت فى تحقيق هذا الاتفاق مبيناً أن الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق قد بدأت مستدلاً في ذلك بتشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وتعيين حاكم إقليم دارفور ويجري العمل لتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وتشكيل قوة الحماية المشتركة في دارفور .
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن السلام ظل أحد الاولويات الخمس لحكومة الفترة الانتقالية موضحاً أن اتفاقية جوبا لم تكن نهاية المطاف ولاصفقة لتقسيم الثروة والسلطة بل هي جزء من عملية طويلة تشكل جزءً من وسائل الوصول لسلام شامل ودائم ، موضحاً أن عملية السلام ذات مكاسب من شأنها أن توفر لكل مواطن القدرة للحصول على قوت يومه وفرصة تعليم لكل طفل وحصول كل شخص على الخدمات الصحية ولكل سوداني الحق في حياة كريمة ومستقبل آمن للأجيال القادمة ،معرباً عن أمنيات أن تصل المفاوضات الجارية الآن في جوبا مع الحركة الشعبية شمال لنفس النتيجة وفي وقت قريب.
وقال رئيس مجلس الوزراء ولكي لا يكون السلام مجرد اسكات للبنادق والحروب فإن اولويتنا الثانية تتطلب تركيزنا وجهودنا المشتركة والمستمرة وأضاف ” لقد أتينا من مؤتمر باريس عن السودان بعزم على أداء واجباتنا في اتمام عملية السلام بالتوازي مع العمل على المشروع التنموي الذي سيكون الضامن الحقيقي للسلام في السودان”.
وأكد د.حمدوك أن السلام لم يكن ليتحول إلى حقيقة لولا الموقف القوي لإخواننا وأخواتنا في دولة جنوب السودان شعباً وحكومةً تحت القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت موضحاً أن إخوتنا في الجنوب فتحوا بيوتهم وقلوبهم للسودانيين لأكثر من عامين ليروا قضية السلام تتقدم معرباً عن امتنان الحكومة الانتقالية لهم وتقديرها لشركائها على المدي الطويل في المجتمع الدولي والجيران المباشرين في المنطقة والخليج والإتحاد الأوروبي وأمريكا وخاصة الموقعين اليوم من الترويكا ” الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج “.
وأقر رئيس مجلس الوزراء بأن الطريق إلى المستقبل والسلام ليس سهلاً ولايمكن أن نحقق ذلك بمفردنا في الحكومة الانتقالية ولايمكن القيام به من قبل الآخرين نيابة عن السودانيين مؤكداً أن الحكومة الانتقالية وبارادة قوية وتصميم وحسن نية تمكنت من الانخراط محلياً واقليمياً ودولياً من أجل انجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ولايزال هنالك الكثير مما ينبغي عمله متعهداً بمواصلة السير على الطريق للوفاء بالتزاماتنا ومهامنا وأضاف “مهامنا أن نسلم للسودانيين الحكومة التي يستحقونها بانتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية “.