دموع وزارة الداخلية !

0 95

كتب: د. زهير السراج

.

* انزعجت وزارة الداخلية ايما انزعاج لخبر تداولته الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية عن منع مدير الشرطة السابق (خالد مهدى) واسرته من السفر عبر مطار الخرطوم بعد اعفائه بوقت قصير من منصبه، واصدرت تعميما بتكذيب الخبر، وتأسفت ــ حسب وكالة السودان للأنباء ـ لاختلاط المعايير وتصديق كل ما ينشر فى الوسائط !

* جاء فى الموقع الإلكترونى للوكالة ما يلى:

* “نفى المكتب الصحفي لوزارة الداخلية ما تداولته العديد من وسائل التواصل الإجتماعي منذ عدة أيام خبرا مفاده حظر السيد مدير عام قوات الشرطة السابق الفريق أول شرطة حقوقي (خالد مهدى إبراهيم) وأسرته من السفر ومنعه من المغادرة عبر مطار الخرطوم” .

* “وإذ يورد المكتب الصحفى هذا التعميم بتكذيب ما تناولته الوسائط، يأسف لإختلاط المعايير وتصديق كل ما يُنشر، ويرجو من الجميع أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية للتفريق بين الخبر والشائعة، والتدوين والتشهير” .(انتهى)

* لم تنزعج وزارة الداخلية لاستخدام الرصاص الحى والمطاطى والغاز المسيل للدموع وكل وسائل القمع ضد المتظاهرين السلميين ومقتل واصابة المئات منذ اندلاع التظاهرات السلمية الرافضة لانقلاب 25 اكتوبر والانقلابيين والاتفاق الهزلى مع حمدوك، ومداهمة البيوت الامنة والمستشفيات ونشر الرعب واستخدام العنف ضد كبار السن والاطفال والنساء والمرضى فى مشاهد مخزية لا مثيل لها حتى فى ابشع انواع الانظمة الدكتاتورية فى العالم

* لم تنزعج لارتكاب احط الجرائم المهينة للكرامة الانسانية واغتصاب المتظاهرات وتهديدهن بفتح بلاغات ضدهن بتهمة ممارسة الدعارة إذا أبلغن عن الجرائم التى تعرضن لها، بالاضافة الى تعرض المئات للاعتداء والتحرش الجنسى بما يفضح انحطاط وتفاهة مرتكبيها ونوع اخلاقهم وتربيتهم!

* لم تنزعج من فضيحة ارتكاب الاجهزة الامنية لجرائم النهب وسرقة هواتف واموال ومقتنيات المتظاهرين السلميين، وهى سابقة يجب ان تجد طريقها الى الموسوعات التى ترصد ابشع الفضائح فى العالم!

* لم تنزعج من أكاذيب مدير الشرطة السابق الذى خرج فى مؤتمر صحفى نافيا استخدام السلاح النارى ضد المتظاهرين السلميين فى مظاهرات 17 نوفمبر الماضى، متحدثا بكل استهزاء عن مقتل شخص واحد سقط من بناية عالية، بينما سجلت وزارة الصحة ولجنة الاطباء وتقارير المستشفيات سقوط اكثر من 17 شهيدا ومئات المصابين بالرصاص الحى والرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع وغيرها من وسائل القتل والقمع وهو ما اكدته تصريحات لاحقة لعدد من قادة انقلاب 25 اكتوبر المشؤوم ألقوا باللوم على قوات الشرطة التى لم يفتح الله على قادتها بكلمة واحدة لتبرئة أنفسهم وجنودهم!

* لم تنزعج من الأكاذيب الرسمية عن إعتداء المتظاهرين السلميين على مراكز الشرطة وحرق بعض آلياتها كذريعة لممارسة العنف ضد المتظاهرين السلميين الذى ادى لمقتل 51 شهيدا واصابة المئات، وظلت قواتها حتى يوم امس الخامس والعشرين من ديسمبر، 2021 تستخدم أقصى درجات العنف فى مواجهة المتظاهرين السلميين الذين خرجوا لممارسة حقوقهم الدستورية والتعبير عن رأيهم بكل سلمية، مما ادى لاستمرار عمليات القتل ووقوع الاصابات.

* لم تنزعج من انتشار الجرائم وعصابات الخطف والنهب والسلب؛ واقتحام البيوت الآمنة بقوة السلاح وتجريد ساكنيها من اموالهم وممتلكاتهم تحت سمع وبصر قوات الشرطة التى لا تحرك ساكنا، ويبدو انها سعيدة بما يحدث!

* لم تنزعج من وصول قيمة جواز السفر الى ما يزيد عن مائة الف جنيه (فى السوق الاسود الرسمى) واستلامه فى يومين فقط، بينما تنتظر آلاف الطلبات فى مجمعات الخدمة بدون ان يعرف اصحابها متى يستلمون جوازتهم رغم اكمالهم للاجراءات وتسديد الرسوم الرسمية منذ بضعة شهور!

* لم تنزعج وزارة الداخلية من كل ذلك وغيره، ولم تصدر عن مكتبها الصحفى كلمة واحدة لتعزية اسر الشهداء والتخفيف عن المصابين دعك من الاعتراف بسقوط قتلى ومصابين، ولكنها انزعجت من انتشار خبر عن حظر مديرالشرطة السابق من السفر خارج السودان، واصدرت تعميما صحفيا لنفيه وذرف الدموع من اختلاط المعايير وتصديق الناس للشائعات التى تنتشر على الوسائط، فهنيئا لها بمهنيتها ومكتبها الصحفى ومدير شرطتها السابق والدموع التى ذرفتها من اجله، وقتل المتظاهرين السلميين ونشر الرعب بين المواطنين!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.