دَعـــــمُ حَمـــــدَوك_ لِمَــــاذَا؟ (1/3)
كتب: آدَمُ أَجْــــــــــــــــــرَىْ
.
لأنه تقنوقراط حقيقى، دوام عمله مفتوح ٢٤/٧، لم تثبت عليه خدمة أجندة فئوية، لم يتورط فى ملفات فساد شخصية ولا محسوبية إثنية قبلية، أكد دعمه للسلام الشامل بالتوقيع على وثيقة إعلان مبادئ.
بعض أقطاب قحت غير الموحدة تنسب إليها الفضل فى صنعه وتلوح بقدرتها على إنهاء أسطورته -مثل من سهّل تزويجاً وفيما بعد يدعى قدرته على تطليقهما- حمدوك صنع أسطورته بتقييمه المبكر لأزمة السياسة فى الدولة السودانية، التى ليست سياسة، إنما مزيجاً لأيديولوجيات إثنية طائفية خاضعة لمركزية إسلاموعروبية كابحة ومدارس مستوردة حالمة فاشلة فى منشأها ذات قابلية غير محدودة للإختراق -العمالة- بعض ممن مازالوا يعملون بتقنيات الفحم الحجرى، يرون محاولته الإيفاء بشروط مؤسسات التمويل الدولية توطئة للحصول على قروض محددة لمشاريع مدروسة ثمارها مؤكدة، منطوية على إفقار المواطنين ورهن الإرادة الوطنية لمؤسسات رأسمالية غربية. حسناً، ما البديل؟ يقولون أنه الإتجاه إلى تطوير الزراعة، مشروع الجزيرة بخاصة بتوظيف إيرادات الذهب وغيرها. بذلك يتجاوزون حالة اللاحرب_اللاسلم، التى تكبح الإنتاج ويستحيل معها السيطرة على تهريب الموارد، فوق ذلك غياب تصوراتهم حول القيود الزمنية اللازمة لتدبير ميزانية مكافئة لضخامة المهمة.
حمدوك خيار جيد لأنه ملتزم بإحلال السلام الشامل متجه إليه ببراغماتية الأهداف المركبة، سياسية إجتماعية وإقتصادية، أول من وقع على إعلان المبادئ التى تنص على علمانية الدولة نظراً لأهميته فى تحقيق السلام الإستقرار والنهضة.
كفتا المعادلة الماثلة تخيرانه بين تشكيل حكومة تقنوقراط بمعرفته وإرادته لتجنب إراقة الدماء والعزلة الدولية وعودة السودان لوضعه الدولى المنبوذ، أو تنحيه الذى قد يعنى حكومة عسكر كاملة وإتساع رقعة المواجهة. كيانات قحت تعرف ذلك، وتطلق تهماً سهلة مبتذلة على شاكلة: إنه خان الشهداء، باع الثورة، بعوراتهم المكشوفة وإعوجاجاتهم التى لا تضع لشلالات الدماء المنسكبة وزناً، فإنهم نفس التيارات التى لا تهمها السلام، لا تعمل لأجله وترى فى إطالة فترة إنتظاره تطويراً لإستثماراتها، لا تمثل الشعوب المتأذية من الحروب، غير معنية بمصائرها. ومن بين الملايين التى تعيش هذه الحالة، نرى أن حمدوك -كسلوك سياسى- هو الأكثر تفهماً لوطأة الإضطرابات التى عاشتها الأقاليم الموؤودة وذلك ما يجعله أفضل الخيارات المتبقية.