سنار على خط النار
كتب: كمال كرار
.
الأعلام الحمراء تملأ الأفق، والهتاف بحياة الحزب الشيوعي والطبقة العاملة يشق عنان السماء، والأغاني الثورية تنطلق من الكورال المبدع، ويا لها من ليلة، ويا لهم من ثوار وثائرات أتوا من كل فج عميق، إلى حيث ندوة الحزب الشيوعي بميدان الجنوبية بسنار.
لم يقتصر الحضور على سنار بل جاءوا من أماكن بعيدة، كوستي والجزيرة أبا والدمازين وسنجة.. الحزب الشيوعي في قلوب الجماهير وحدقات عيونها.. تلك الحقيقة كانت ساطعة في سنار وفي أي مكان.
وسنار نفسها انطلقت تقاوم الانقلاب منذ يومه الأول وتاريخ المنطقة حافل بالثورات، وأول مواكب ثورة ديسمبر المجيدة انطلقت من مايرنو ثم الدمازين، وقوة الثوار هنالك مستمدة من النيل الأزرق المندفع الذي صنع الحياة والحضارة على ضفافه طوال قرون مضت.
الزملاء والزميلات بسنار كانوا في الموعد وكورال الحزب بالمنطقة غنى للثورة بامتياز، وكذا ممدوح والرفاق ووهيب وباقة من الشعر الثوري، والثورة في سنار تتقدم من نصر إلى نصر ولجان المقاومة الباسلة هنالك ستكتب نهاية الطغاة الوشيكة.
ولولا الديكتاتوريات العسكرية والهبوط الناعم لكانت سنار وما حولها في وضع أفضل قياسًا على الأرض والمياه والثروة الحيوانية والغابات بها، فهي أغنى مناطق الأرض بالموارد ولذلك فالثورة التي ستطيح بالطغمة الانقلابية ستجلب التنمية والرخاء لإنسان سنار وموعدنا ديسمبر شهر الثورات.
وللذين يسألون عن زمان الانتصار على أعداء الثورة نقول نحن الآن في خضم هذا النصر المبين، والسيل البشري الثائر هزم البندقية والدوشكا، وإرادة الشعب لا تقهر، والطريق إلى القصر الجمهوري عبدته دماء الشهداء، والدولة المدنية الديمقراطية آتية ولو كره ذلك المكون العسكري وجماعة اعتصام الشرق والموز والطحنية.
وكما قال ثوار مدني (جينا من مدني والحكم مدني) يقول ثوار سنار (سنار علي خط النار)..
وما أعظم هذا الشعب العنيد القوي العزيمة الذي لا يعرف قاموس الخوف ولا المساومة.. تسقط بس والعسكر للثكنات.. وثورة ديسمبر لن تنهزم.
وأي كوز مالو؟