شراكة في شكل مفراكة

0 67
.

وسط الخرطوم بالأمس كان ثكنة عسكرية بامتياز. دفارات الشرطة تنتشر طولاً وعرضاً وكذا التاتشرات.. والرسالة المراد توصيلها واضحة.. وشرطة النظام العام القديمة تطل برأسها حين تطارد الإثيوبيين والإريتريين.

وتسمع في مقدمة نشرة التلفزيون التابع نظرياً لوزارة مدنية أخبار العسكر حصرياً حين يجتمعون ويقررون داخل السيادي وعلى استحياء يأتي في النهاية خبر استقبال رئيس الوزراء لمبعوث منظمه الفاو.

والمدنية في بلادنا لم تعد ترى بالعين المجردة.

فرئيس السيادي يهدد بحكومة الطوارئ. وهذا تذكير بوظيفة الرئيس (القائد) والرئيس (الملهم) وتلك الحكومات العسكرية التي رجعت بالسودان للقرون الوسطى.
وتنظر للورق فتجد السيادي جهازاً شرفيا. وتنظر للواقع فنجد أن (5+6) يساوي 5 وهذه نظريه رياضية تم اكتشافها في سودان الفترة الانتقالية.

حكم العسكر بلادنا 54 عاماً من جملة 64 سنة بعد الاستقلال وهم بهذا يتحملون كامل المسؤولية عن الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا.
وثورة ديسمبر اندلعت من أجل مدنية الدولة ولكن هذه المدنية فجأة أصبحت شراكة وهذه الشراكة صارت (مفراكة) واللبيب بالإشارة يفهم.

في سبعينات القرن الماضي برز إلى السطح في دوري كرة القدم مصطلح التواطؤ وفتح الكباري.. وليس ضرورياً أن تتفق مع الحكم على نتيجة المباراة ولكن يجري التفاهم مع حارس المرمى. وفي مباراة شهيرة وقف حارس المرمى عند (العراضة) اليمين متفرجاً على ثمانية أهداف ولجت مرماه خلال 16 دقيقة ولو وقف عند (العراضة) اليسار لكان الحال غير الحال.
وفي الدوري الإنجليزي نال الحكم نجومية المباراة عندما أحرز هدف الفوز الوحيد عبر ضربه رأسيه رائعة. سددها في أخر دقيقة للمباراة معلناً فوز الفريق الذي (تفاهم) معه مسبقاً.
الدولة المدنية لا تعني الملابس الإفرنجية ولا الجلابية، إنها روح تسري في جسد الذي ينتمي إليها.. ولا يخشي في الحق لومة لائم.. و لكن بعض الناس لا زالوا.. في محطة _حاضر سعادتك..

وأي كوز مالو؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.