صدقة يا سدنة؟!
تجويع الناس مع سبق الاصرار والترصد هو عنوان السياسة الاقتصادية للحكومة الإنتقالية،وهي سياسة (مجلوبة) من صندوق النقد الدولي . ومن الذي أدخل الصندوق إلى بلادنا بعد الثورة ؟ بعض الناس الذين خدموا أجندة الصندوق الدولي لسنوات خلت ..ولحم أكتافهم من دولارات الصندوق ..وكانت لهم تفاهمات مسبقة معه لفرض هذا البرنامج اللعين ..مهما كان الثمن.
أما لماذا يصر الصندوق على تجويع الناس وبالذات الفقراء ..؟ لنحكي الحكاية …
عندما ترتفع الاسعار ..ولا تستطيع أن تشتري حتى حبة بندول ..فإنك ترضى بالعمل في أي موقع وبأي ثمن ..ثم ستضطر للعمل لساعات طويلة للحصول على أجر إضافي ..وسيستغلك الرأسماليون حتى يطلع (زيتك)،وتصبح عامل يومية تعمل بالقطعة ..ليس لك حق العلاج ..أو الإجازة ..وممنوع من تكوين نقابة إو الإنضمام لها ..
وإن فكرت يوما في تحريض العمال لزيادة الأجر أو تكوين نقابة سيحدث لك ما حدث (للماحي) ورفاقه في مصنع السيراميك الشهير ..
وكل ما (طلع زيتك) كلما زادت أرباح الرأسمالي ..
ولو تأخرت دقيقة عن العمل لأي سبب فأنت مفصول..ولو لبست قميص أحمر ( وهذه حقيقة) فأنت مفصول ..ولو قبض عليك متلبسا بجريمة شراء جريدة فأنت مفصول ..
الرأسمالي لا يتضرر من جراء زيادة سعر الدولار ..أو التضخم ..فهو يزيد السعر لتعويض ما فقده ..ويمكنه أيضا تخفيض مرتبات العمال ..والعاجبو عاجبو والما عاجبو يحلق حاجبو ..
والرأسماليون وبالذات الطفيليون لهم أمور (تحت الطاولة) مع أي حكومة ..ولهذا فالضرائب عليهم قليلة مقارنة بالضرائب والرسوم على الفقراء ..
عليه فإن تجويع الفقراء (نعمة) في نظرهم ..وفي نظر أي حكومة معادية للشعب ..كيف؟
تعتقد بعض الانظمة المتسلطة أن سياسة تجويع الناس تشغلهم عن الاحتجاج والثورة ..والنظام البائد كان يعتقد هذا إلى أن (داسه) الشعب ..ومن الحكايات التي سمعتها إبان النظام المخلوع أن أحد المدراء الذين تعاقبوا على شركة مواصلات العاصمة،وضع خطة لتطويرها وتسهيل حركتها ..من أجل تخفيف الازدحام ..فطردوه من منصبه بعد أن قالوا له .(مالك عاوز تريح الناس عشان ينقلبوا علينا؟)
والكلام ليك يا ايها الصديق محمد ضياء وأنت عمدة بلا أطيان،ومدير شركة مواصلات ليس بها مواصلات ..
ومن نتائج التجويع أن المزارع لن يستطيع الزراعة لأنه (جعان)..وسيتخلي عن أرضه لأي (مستهبل) اسمه مستثمر ..وسيكون اعتماد الناس على السلع المستوردة ..وهذا لفائدة الدول الاجنبية وكبار الموردين ..
والتجويع في نظر الصندوق يفقد الشعوب عزيمتها وارادتها لأنها ستصبح متسولة ..ويمكن أن يقال لك بكل بساطة ..أنه وفي سبيل الإنسانية واحترام حقوقك ستمنح 5 دولار كل شهر ..صدقة من الإمبريالية الأمريكية ..
صدقة يا سدنة !!! لم تندلع الثورة لأجل الإفقار والإذلال وأي كوز مالو ؟