طلع الدولار نزل الجنيه

0 75
كتب: كمال كرار
.
متوسط السعر الرسمي للدولار كما تقول نشرة البنك المركزي 55 جنيها،تكتب على اللوحات الالكترونية للبنوك التجارية،تزيد او تنقص قليلا ..في حالة البيع أو الشراء ..
وليس هنالك أي (زول نصيح)،يذهب بدولاراته إلي البنك ..طالباً تحويلها إلي جنيهات بالسعر الرسمي.
وبالمثل ..إذهب أنت أيها القارئ إلي أي بنك،حاملاً 55 جنيها،وقل للصراف أنك ترغب في شراء دولار واحد بالسعر الرسمي ..وانتظر النتيجة ..
سيتصل الصراف ..برجال الأمن ( حبث لا توجد نساء أمن)..زاعماً أنك مختل العقل،طالباً إيداعك المصحة أو الحراسة أيهما أقرب ..
ومر زمن على بلادنا ..كان الجنيه يساوي 3.3 دولار أمريكي،وأكثر من 2.5 جنيه استرليني ..و13 ريال سعودي ..تحصل عليها من البنوك لأغراض السفر أو العلاج والدراسة ..
آنذاك كانت الدولة تتحمل مسؤوليتها في تصدير المحاصيل الأساسية ..عبر مؤسسات أنشأتها لهذا الغرض ..مؤسسة الأقطان،تجارة الجلود،الحبوب الزيتية،الصمغ العربي،الماشية واللحوم ..
تلك المؤسسات كانت لا تهتم فقط بالتصدير وجلب النقد الأجنبي،بل بتطوير الإنتاج نفسه،وتحسين وضع المنتج ..والإستيراد وبخاصة للسلع الضرورية كان مسؤولية الدولة ..(البترول مثلا)..
ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن ..تحطمت المؤسسات العامة ..بأمر الصندوق الدولي وبحجة تحرير الإقتصاد ..والنتيجة ؟
التجارة الخارجية في يد السماسرة والطفيلية ..وبالتالي النقد الأجنبي خارج البنك المركزي ..وأين ؟ في حسابات خارج السودان ..أو في برندات السوق العربي ..
الإستيراد مسؤولية نفس (المافيا) أعلاه،وحساب التكاليف بسعر السوق الأسود ..
والمحفظة (التي جاءت فزعة فأصبحت وجعة)..لا تعترف هي أيضا ألا بسعر السوق الأسود ( واسم الدلع السوق الموازي)..
وعندما تخرج الدولة من التجارة الخارجية ..فاعلم بأن الاقتصاد في قبضة الطفيلية …
والغريب أنه في بلادنا وزارة للتجارة ..ليس في مقدورها أن تضع تسعيرة لكيس التسالي ..ووزارة للعمل لا تستطيع إيجاد قوانين للعمل والنقابات تنسجم وروح الثورة ..وبنك مركزي لا يستطيع أن يلتقط أي دولار (حايم)..
ولهذا فإن الدولار الآن 300 جنيه،وغدا ب 400 ..والجنيه صار (تعريفة)..
ولمن لا يدرك فالإيجارات في مستوطنات السدنة والتنابلة بالدولار،والشقق التمليك بالدولار،ومرتبات بعضهم بالدولار ..وصحن عشاء حفلاتهم بالدولار ..ومن أين ياتي هذا الدولار؟ من عرق الغلابة الذين يطقون الصمغ ..أو يزرعون القطن،أو يرعون البهايم ..ولكنهم فقراء بأمر وزارة المالية للأسف .
وقد يقول قائل ..ولماذا لا تسيطر الدولة على التجارة الخارجية؟ نقول هي معركة كان يجب أن تخوضها حكومة الثورة ..ولكنها تخاذلت ..
نصف ثورة يعني أن ليس هنالك ثورة ..مرحبا بالمعارك ..وأي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.