عبد الواحد محمد نور يكتب ورقة بحثية بعنوان: “السلام”

0 113

الموضوع : ورقة بحثية بعنوان :

“السلام”

 

مفهومه : هي عملية تحويل الصراع الي سلام او تحويل النزاع الي تسالم وتسامح مع قبول الآخر.

 

ينقسم السلام الي قسمين وفقاً للواقع السوداني :-

 

1- السلام السياسي :-

وهي مسألة اجرائية يتم عبر التفاوضات الثنائية بين التنظيمات السياسية التي تمثل المعارضة والحكومة السودانية مع غياب الشعب السوداني وهما لم يأتو يوماً بسلام بل انما مجرد معاهدات ومواثيق (حبر على ورق) بدون تطبيق او عدم التزام بهذه المواثيق التي جائت عبر تفاوضات ثنائية.

وفي تاريخ الدولة السودانية عقدت حوالي 45 اتفاقية ثنائية بين الحكومات السودانية والمعارضة بل انما عجزت النظام تماما بالتزامها او تطبيقها لذا لم تغير لنا في الواقع شيئاً الا اكثر سوءاً لانها هي مجرد مصالح ثنائية من اعطاء الاموال والوظائف (بيع القضية) وهي في النهاية سلام زائف فاقد مغني السلام. اما في الثورات الشعبية (انتفاضات) تم استخدام الشعب السوداني كوقود للحصول علي السلطة؛ ويوهمون الشعب بالخلاص الوطني، ومجرد ما يحصل السلطة في هذه الحالة يزرع مسلسلات للمواطن لكي لا يفكر في حقوقه وواجباتة كمواطن في داخل الدولة وفي نهاية الامر لما يتم كشف زيفه يقوم بقهر الانسان السوداني ومن ثم يقوم الشعب بطلوعه للشارع من اجل اسقاطه ويعود نفس السيناريو مثلا اسقاط عبود مروراً بالنميري مروراً بالبشير وهي نفس العقلية يتم اسقاطة وانتاجه مرة أخرى وفي النهاية الضحية هي الإنسان السوداني يعيش في معانا يوم بعد يوم وسيئ لأسوأ ، اذاً السلام السياسي لم تحل مشكلة الدولة السودانية.

 

2 – السلام الاجتماعي :-

وهي السلام التي يتبلور داخل عمق النسيج الاجتماعي او هي التي يتنشأ في وجدان الإنسان السوداني مع الحس المشترك لكي يتجاوز كل الكراهيات المزروعة داخله، ومن ثم ان يقبل الآخر المختلف عنه دينيا – ثقافيا – اثنيا – عرقيا – جغرافيا وفي كل التميزات اجتماعية – سياسية وفقا لمبدأ الإنسانية.

 

آليات تطبيق السلام الاجتماعي :-

 

أ/ نزح سلاح الجنجويد :-

مفهوم الجنجويد : وهي كل القوات الغير نظامية (دفاع الشعبي – حرس الحدود – ابوطيرة – دعم السريع – امن الشعبي – شرطة شعبية – امن الطلابي – كتائب الظل).

مفهوم القوات النظامية : هي قوات نظامية قومية تتنظم في وظيفتين اساسيتين هما:-

– وزارة الدفاع (الجيش) : وهي وظيفتها امن البلاد بالاحاطة الخارجية او الحراسة من العدوان الخارجي.

– وزارة الداخلية (الشرطة) : وهي وظيفتها امن البلاد بالداخل في اواسط المجتمع وفض النزاعات الداخلية وتنظيم العمل المجتمعي من الهمجية والشؤون المدنية.

 

ب/ طرد المستوطنين الجدد:-

مفهومه: وهم حديثي السكن بالبلاد او هم الذين استوردوهم من خارج البلاد (نيجر – نيجريا – تشاد – افريقيا الوسطي) واستوطنو في اراضي (حواكير) وقري المواطنين الذين تم تشريدهم من قبل النظام عبر قوة السلاح واصبحو الحلفاء الاستراتيجين للنظام، والمتشردين هم النازحين بالداخل واللاجئين بدول الجوار واللاجوار.

 

ج/ تطبيف الامن في ارض الواقع :-

مفهومه: ان يتطبق الامن في ربوع البلاد، لكي لا نسمع الصراع بكل اشكاله مجدداً، ان كان نزاع مسلحة بالاسلحة النارية او بالاسلحة التقليدية (الابيض) والضرورة القصوي الرعاة والمزارعين؛ الراعي يرعى بهائمه بكل امن واريحية وبعيداً من كل العوائق (سرقة – قتل – نهب)، المزارع يزرع مزرعته بأمان ويحصد حصاده بأمان بعيداً من كل الاشكاليات التي تواجهه (قتل – اغتصاب – اكل الزراع – نهب) ولم يتم تطبيق الامن في ارض الواقع الا اذا تم نزح سلاح الجنجويد التي تهدد امن المواطن وصنع مؤسسة عسكرية امنية قومية يحمي الوطن من الداخل والخارج.

 

د/ تعويضات :-

مفهومه : هي استرجاع الحقوق المسلوبة بكل انواعه.

ينقسم الي قسمين اساسيين :-

_ تعويضات مادية : وتعني بها ارجاع الاموال التي تم سلبها ونهبها والقري التي حرقت وكل الاشياء المادية التي سلبت من المواطن السوداني (حرق القري – نهب الممتكات المنزلية – والمواشي) .

_ تعويضات معنوية : وتعني بها ارجاع الحق المعنوي التي تتمثل في محاسبة كل من ارتكب جريمة من حق الشعب السوداني كما طالب المواطن (دم الشهيد ما يروح) او ارجاع دم الشهداء ، المقصود منها ان يتحاسب المجرم الذي قتل الشهداء وفي حالة يتم محاسبة المجرمين يحس الشعب عموما واسر الشهداء خصوصاً بتطبيق العدالة والاطمئنان وجدانيا.

وان يكون التعويضات في اطار فردي وجماعي:

-تعويض فردي : تتمثل في استرجاع الحقوق الفردية من ممتلكاتة المنزلية والانعام (بقر – جمل – ماعظ – ضأن – جاموس … الخ).

– اما الجماعي : تتمثل في الحقوق الجماعية المشتركة من اعادة هيكلة القري التي تم حرقهم والأراضي التي احتلاها النظام من ايادي اصحابها وتوزيعها للمستوطنين الجدد.

 

هـ/ عودة النازحين واللاجئين الي قراهم الاصلية:-

مفهومها: اعادة المتشردين الي حواكيرهم متسالمين آمنين مع توفير الحاجات الأساسية والسلع الضرورية (المأكل – المسكن – ملبس – المشرب – كهرباء – تعليم – صحة – طرق) واعطاءهم حق المواطنة الكاملة.

اذاً عبر آليات تنفيذ السلام الاجتماعي يمكن نصل الي سلام حقيقي ودائم نابع من معني السلام؛ وليست سلام النخبة (الصفوة) التي تنتهي بمصالح ثنائية وتترك المواطن تموت جوعاً وفي اشدة انواع العذاب من (صراعات قبلية – صراع حول الحواكير – قتل – اغتصاب – سلب – تشريد… الخ) وعدم الرعاية الصحية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.