عليك بالشجرة

0 92

ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣَﻘْﺘَﻞِ ﺍﻟﻤُﺸَّﺮَﺩﻳﻦ، ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﺧُﻴَّﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠﺄﺓ. ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻀﻰ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﺑﺎﻣﺪﺭﻣﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ أﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﻣﻊ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﻴﻦ.
ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺟﺜﺘﻴﻦ ﻟﻄﻔﻠﻴﻦ ﺗﺮﻗﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻭﻳﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺗﻬﻤﺎ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺟﺐ ﺩﻓﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻬﻤﺎ، ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺜﺘﻴﻦ، ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟُﺜﺜﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﻭﺑﺤﺮﻯ، ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﻤﻊ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺗﺎﻡ
– ﺇﻧﻬﻢ ﺍﺑﻨﺎﺅﻙ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻷﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻻ ﺻﻮﺕ ﻟﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺇﻧﻪ ﺻﻮﺗﻪ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﺘﻤﺜلاً ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺸﺒﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﻟﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻭﺍﻗﻌﻴاً ﻓﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ، ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺁﺧﺮ .
– ﻟﻘﺪ ﻛﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﺮﺏ.
ﻭﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﻳﺘﻔﺤﺺ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ . ﺷُﻮﻫِﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻴﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﻭﺑﺤﺮﻱ ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﻭﺟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤُﺸَّﺮَﺩﻳﻦ ﻭﻣﺠﺎﺭﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺣﻠﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻳﻮﺍﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺃﻣﻜﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﻨﺴﻴﺔ، ﻳﺘﻔﺤﺺ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ، ﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺻﺒﻴﺎﺕ ﻭﺻﺒﻴﺎﻥ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ، أو ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ أو ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺷﺮﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ، ﺍﻟﺼﻮﺕُ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺻﻮﺕُ ﺍﻟﺮﺏ ﻧﻔﺴﻪ : ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ.

ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ إلى ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻊ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﺮﻕ. ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﺴﻔﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ إلاّ ﺑﻌﺪ إنتهاء ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭإﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ. ﺍﺫﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﺍﻟﻲ ﻋﺮﺩﻳﺒﺔ ﻛﺮﺳﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎﺀ، ﻭﻭﺻﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺜﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺻﻴﻔﺎً ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ﺳﺎﻟﻜﺔ ﺩﻭﻥ ﻋﻮﺍﺋﻖ، ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺋﻘﻮ ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﺴﻔﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ.

ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﺃﻳﻀاً، ﺑﻞ أنه ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻭﺯﻭﺝ ﺧﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻀﻞ ﺃﻻ ﻳﺜﺮﺛﺮ ﻣﻊ ﺍﺣﺪ، ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﺩﻳﺒﺔ ﻛﺮﺳﻲ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻈﻠﻤﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻭﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺧﻄﻮﻁ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻭ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ.
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺪﻧﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﻔﻮﻟﺔ، ﻭﻭﺟﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺿﺎﻟﺘﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻳﻦ، إﻧﺘﺰﻉ ﻣﻦ إﺣﺪﺍﻫﺎ ﺣﺒلاً ﻃﻮﻳلاً ﻣﺘﻴﻨﺎً، ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ، ﺛﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ، ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻋﺮﺩﻳﺒﺔ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ.

ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍً . ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎً ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﺋﺴﺔ ﻭﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺼﻠﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺍﻷﻭﻝ، ﺗﻌﺮﻑ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺑﺠﺪﻳﺔ ﻭﺣﻔﻆ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺳُﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻗﺼﻴﺪﺓ ﺩﺟﺎﺟﻲ ﻳﻠﻘﻂ (ﺍﻟﺤﺒﺔ) ﻭﻳﺠﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺣﺎﻥ، ﻭﺗﺤﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥَّ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺮﺳﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ، ﻭﻋﺮﻑ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻣﻪ ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤُﺒﺮﺡ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻤﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺑﻌﺼﻰ ﻳﺠﻠﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻟﻤﺲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻋﻴﺒﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻳﻀﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺗﺎﺭﻛﺎً ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻟﻌﺼﻰ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺗﺼﻠﻴﻬﺎ ﻣَﺸْﻘﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺷﺎﻣﺘﻴﻦ.
ﺗﺴﻠﻖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺑﻜﻞ ﺭﺷﺎﻗﺔ، ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻼً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻋﺼﺎً ﻟﻴُﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ.
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﺳﻘﻂ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ، ﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﻤﺬﺍﻕ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺍﻟﺤﺎﺫﻕ، ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺎﺏ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻓﺎﺑﺘﻠﻌﻪ.
ﻃﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﺸﺎﺷﻬﺎ ﻭﻫﺮﺑﺖ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﺮﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﻋﺠﻬﺎ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ.
ﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻧﻜﻤﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﺍﺗﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ إﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺒﺮﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ . ﺣﺮﺑﺎﺀﺗﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﻘﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻉ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﺘﺪﺍﺭﻙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻀﻮﺀ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ.
ﻭﺍﺻﻞ ﺻﻌﻮﺩﻩ ﻻ ﻳﻠﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ، ﻭﻋﻨﺪ ﻓﺮﻉ ﻣﺘﻴﻦ ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻛﺬﺭﺍﻉ ﻣﺨﻠﻮﻕ أﺳﻄﻮﺭﻱ، إﺧﺘﺒﺮﻩ ﺟﻴﺪﺍً ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺛﻘﻠﻪ، ﺭﺑﻂ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍً، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺒﻞ ﺻﻨﻊ أﻧﺸﻮﻃﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺷﻴﺒﺎً ﻭﺧﻄﺔ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﺴﻮﺍﺩﻩ، ﺟﻌﻞ ﺍﻻﻧﺸﻮﻃﺔ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﺳﺘﺤﻜﺎﻡ، ﺛﻢ ﻗﻔﺰ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺭﺽ.

ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺤﺮﻣﻬﻢ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻓﺼﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ؟
ﻧﻌﻢ، ﻓﻜَّﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﻴﺪﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻜَّﺮ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺘﻬﺎ ﺳﻴﺎﻁ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻣﺸﻘﺎً، ﻓﻜَّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺋﻤﻴﻦ:
ﺳﺄﻣﻮﺕ ﺍﻵﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭُﻭﺣﻲ ﺳﺘﺤﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮى، ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻟﻬﻴﺐ، ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺮﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺒﺢ نقيّاً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻟﻲ ﺷﺎﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺳﺘﺴﻜﻨﻨﻲ ﻟﻸﺑﺪ.
ﺃﺳﻤﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ، ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺆﺫﻳﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺭﻭﺣﻲ ﺷﺮﻳﺮﺓ. ﺇﻥَّ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻲ، ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ، ﻧﻌﻢ ﺟﺴﺪﻱ ﻳﺘﺒﻊ ﺭﻭﺣﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻛﻞ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﺭﻭﺣﺎً ﺧﻴﺮﺓ ﻭﺷﺮﻳﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﺘﻠﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻲ، ﻭﻻ ﺇﺭﺍﺩﺗﻲ، ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ.
ﺇﻥ ﺭُﻭﺣﻲ ﻛُﺸِﻔَﺖْ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺤُﺠُﺐ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻨﻲ ﺃﺣﺪٌ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻤﺲ ﻟﻲ، ﺑﻞ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎناً ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺴﻤﻮﻉ جليّ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺏ، ﺃﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺮﺳﻠﺔ ﻣﻨﻪ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻷﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻗﺎﺗﻠﺔ، ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺟﻨﺠﻮﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﺳﺘﻨﺘﻘﻞ ﺭﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﺳﺘﺤﻞ ﻓِﻲَّ ﺭﻭﺡٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺭﻭﺣﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻫﻨﺎ، ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﻟﻸﺑﺪ.
ﻫﻞ ﺍﻧﺎ ﺷﺮﻳﺮ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ:
ﻻ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻧﻌﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻻ.
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺑﺎﺩﻭﺍ ﺷﻌﻮﺑﺎً ﻭﻧﻔﺬﻭﺍ ﺟﺮﺍﺋﻢَ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻃﻪ ﻭﻫﻮﻻﻛﻮ ﺍﻟﺘﺘﺮﻱ؟!
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻟﻲ، ﻻ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖٍ كأنما ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻭﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﺗﻠﻚ، ﻓﺎﻟﺤﻖ ﻧﺴﺒﻲ.
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺇﻧﻬﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺑﻬﺠﺔ ﻭﺟﻤﺎﻻً ﻭﺳﻠﻄﺔ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻓﺰﺍﺩﺗﻬﻢ ﻗﻮﺓً ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻬﻢ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﺒﺮﻕ ﻣﺜﻞ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﻣﺴﺤﻮﺭﺓ، ﺃﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ!
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ : ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﺤﺮﺏ، ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻚ، ﻭﺳﻨﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﺘﺴﻌﺪ ﺑﺮﺿﺎﺀ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻜﻨﻪ.
ﻓﺬﻫﺒﺖُ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻣﺘﻄﻮﻋﺎً، ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻃﻼﻗﺎً ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻏﻀﺒﻪ، ﻟﻢ ﺍﻛﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍً ﻓﻠﻘﺪ إﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﻊ ﺍلإﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻛﻤﺎ إﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻓﺬﻫﺒﺖُ ﻭﺳﻬﻠﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﺕْ، ﻗﺘﻠﺖُ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺭﺟﺎلاً ﻭﺃﻃﻔﺎااً ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻭﺣﺮﻗﺖ ﻣﺪﺭﺳﺘﻴﻦ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌُﺸﺐ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﺴﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻗﺪ ﻣﻜﺘﻨﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﺻﻴﺮﺹ ﻟﻔﻌﻠﺖ.
ﺃﻧﺎ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ . ﻋﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﻊ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ.
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢُ ﻛﺎﻥ ﻳُﺪﺍﺭ ﺑﺈﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺏُ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ إﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺏِ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ، ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘُﺒﻼﺕ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ. ﻓﺎﻧﺘﻬﺰ ﺍﻟﺮﺏُ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮُ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺪﻭﺭﻩ، ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻧﻪ، ﻓﺨﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﻼﺷﻨﻜﻮﻑ ﻭﺃﻭﺣﻲ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻧﻮﺑﻞ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺃﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺟﺎﻓﺔ ﻳﺴﻬﻞ إﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ، ﺛﻢ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺍﻧﺰ ﻛﺎﻓﻜﺎ ﻟﻴﺆﺭﺥ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮُﻋﺐ.
ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻗﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ:
ﺃﻣﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ، ﺇﺫﺍ ﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﻴﻐﻴﺮﻭﻧﻪ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﺇﻧﻬﻢ ﺣﺘﻤﺎً ﺳﻴﻐﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑإﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﻨﺎ ﻭﺍلان، أﻧﺠﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﺗﺰﻭﺝ، إﻏﺘﺼﺐ، ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﺍﻋﺮﺍﺕ، ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﺍﻗﺮﺏ ﺳﺒﻴﻞ ﻹﻧﺠﺎﺏ أﻃﻔﺎﻝ ﻣﺸﺮﺩﻳﻦ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﺘﺼﻞ ﻟﺴﻼﻣﻚ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍأﺑﺪﻱ ﻭﺳﺘﺤﺮﺭ ﺭﻭﺣﻚ ﻭﺳﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﻛﻴﻒ أﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪﻳﺮﻩ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻭﻥ، أﺑﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ أﻧﺠﺒﺘﻬﻢ أﻧﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻜﺎﺛﺮﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ، ﻳﻘﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ ﻓﻴﻨﺸﻄﺮ إلى ﻃﻔﻠﻴﻦ، ﻭﻳﻨﺸﻄﺮ ﺍﻟﻄﻔﻼﻥ إلى أﺭﺑﻌﺔ ﻭﻳﻨﺸﻄﺮ ﺍأﺭﺑﻌﺔ إلى ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ إلى ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ.

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ: أﻗﺘﻠﻬﻢ ﺍلان، أﻗﺘﻠﻬﻢ ﻓﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺘﻜﺎﺛﺮﻭﻥ أﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪاً ﻭﺍﺣﺪاً ﺳﻴﺘﻜﺎﺛﺮﻭﻥ، ﻗﺎﻟﺖ لي ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻛﻞ ﺟﺜﺔ ﺳﺘﻨﺒﺖ أﻟﻒ طفلاً، ﺃﻗﺘﻠﻬﻢ . ﻗﻠﺖ ﻟﻸﺻﻮﺍﺕ ﻧﻌﻢ، ﺳﺄﻗﺘﻠﻬﻢ، ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻻ، ﺩﻋﻮﻫﻢ ﻳﻨﻘﺬﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ:
ﻟﻘﺪ ﻓﺴﺪﺕ ﺭﻭﺣﻚ، ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺷﺮﻳﺮاً، ﺇﻥ ﺭﻭﺣﻚ ﻧﺘﻨﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺳﻨﻬﺒﻚ ﺭﻭﺣﺎً ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻧﻘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺗﺼﺒﺢ إﻟﻬاً : ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ.
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ، ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ، ﻛﺮﺭﺗﻬﺎ أﻟﻒ أﻟﻒ أﻟﻒ أﻟﻒ ﻣﺮﺓ، ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻼﺻﻚ ﻭﺧﻼﺹ ﺍﻃﻔﺎﻟﻚ ﻭﺳﺘﻨﺘﻘﻢ ﻟﻤﺆﺧﺮﺗﻚ :
“ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﺳﻘﻂ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ، ﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﻤﺬﺍﻕ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺐ ﺍﻟﺤﺎﺫﻕ، ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺎﺏ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻓﺎﺑﺘﻠﻌﻪ.
ﻃﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﺸﺎﺷﻬﺎ ﻭﻫﺮﺑﺖ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﺮﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺯﻋﺠﻬﺎ ﺿﻮﺀ ﺑﻄﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ . ﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، إﻧﻜﻤﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﺍﺗﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ إﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺒﺮﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﻠﻲ.
ﺣﺮﺑﺎﺀﺗﺎﻥ إﻟﺘﺼﻘﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻉ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﺘﺪﺍﺭﻙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻀﻮﺀ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ.
ﻭﺍﺻﻞ ﺻﻌﻮﺩﻩ ﻻ ﻳﻠﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ، ﻭﻋﻨﺪ ﻓﺮﻉ ﻣﺘﻴﻦ ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻛﺬﺭﺍﻉ ﻣﺨﻠﻮﻕٍ أﺳﻄﻮﺭﻱ. إﺧﺘﺒﺮﻩ جيّدﺍً ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺛﻘﻠﻪ، ﺭﺑﻂ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺒﻞ جيّدﺍً، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺒﻞ ﺻﻨﻊ أﻧﺸﻮﻃﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺷﻴﺒﺎً ﻭﺧﻄﺔ الان ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﺴﻮﺍﺩﻩ، ﺟﻌﻞ الأﻧﺸﻮﻃﺔ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺎﺳﺘﺤﻜﺎﻡ، ﺛﻢ ﻗﻔﺰ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺭﺽ”.
– من رواية:
#ولائمُ_النُخُس.
#بركة_ساكن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.