‎علي مصطفي الجوهرة النادرة

0 99

‎محمد صالح عبدالله يس
‎لقد فقدت امكدادةجوهرة ثمينة وفارس مغوار وشجاع، صارع المرض بجسارة وجلد لم تهزمه انذارات الاطباء المتكررة كان علي مصطفي احد فاكهة مجالس انسنا لاتنعقد راية لاهل امكدادة بالعاصمة إلا وكان هو حامل رايتها متقدما صفوفها
‎كنا في ميعة الصبا في امكدادة لم تتجاوز اعمارنا العاشرة كنا نراه موظفا انيقا في مجلس ريفي امكدادة يعمل بالسلك الحسابي فقد كانت في تلك الايام للوظيفة نكهة وقيمة كان مجموعة من الشباب تتقارب اعمارهم جمعت بينهم مجلس امكدادة منهم المحاسب نجاني ابوبكر واحمد محمد مختار والهادي ادم بشر وعمنا احمد عبد المعطي الصراف صاحب العمامة المميزة ذو النظارات الانيقة ومعهم كبيرهم عمنا الباش كاتب نور الدين عبد الوهاب كانوا يمثلون لنا نموذجا للتجرد والمثابرة كنا نراهم في الصباح الباكر وهم متوجهين الي مقر عملهم وهم في كامل هندامهم واناقتهم علي مصطفي كان اصغرهم سنا واكثرهم اناقة ولا تخطئ العين وجاهته وخضرته الدقاقة يرتدي افخر القمصان الانجليزيةً التي انتجتها مصانع لانكشير ويالحظك ان مررت بالقرب منه لاستمتعت انفك بافخر عطور كرستيان ديور او الفلوردامور المسخ الارياح
‎كانت هذه الثلة تمثل قيم الافندية في تلك الايام ايام كانت الوظيفة لا يؤتاها الا كل ذو حظ عظيم استمرت هذه الثلة في وظائفها حتي فرقهم هادم اللذات فقد غادر هذه الشلة الانيقة مبكرا عمنا احمد عبد المعطي حيث توفي بالفاشر ودفن فيها تلك الايام لم نعرف للموت معني ثم لحق به الانيق الثاني الرجل فارع الطول احمد محمد مختار وايضا دفن بالفاشر اما ثالهم الذي لحق بهم هو التجاني ابوبكر الذي سافر للخرطوم في رحلة استشفاء ولم يعد منها حتي سمعت امكدادة نعيه في اذاعة امدرمان فترك موت التجاني في قلوب الجميع حسرة مازالت ممسكة باعماقنا كنا في تلك الايام معجبين بلاندروف التجاني الذي كان اول شخصية في امكدادة تقتني لاندروف فقد كان حديث المدينة كنا نتحين الفرص للركوب عليه وهو واقف بل احيانا ندفع عطايا وهدايا للاخ عاطف التجاني حتي يتيح لنا الفرصة بالركوب لنارخ لانفسنا باننا ركبنا في لاندروفر التجاني ابوبكر
‎بعد غياب هذه الكوكبة بقي علي مصطفي والهادي ادم كان التجاني ابوبكر شخصية هادئة الطبع عند نها ية الدوام الرسمي بالمجلس يخرج هو وعلي مصطفي بالاندروڤر يتجهون الي السوق مباشرة فيقف التجاني بالاندروف بالقرب من كلوب حاج الزاكي ويترجل الاثنين وهما في كامل اناقتها حتي مكوة البناطلين ظاهرة ولم تتكرفس يتجهون مباشرة الي بقالة الخالة حواء عبد الله التي اشتهرت بالفواكة وكاني والله اري التجاني يتابط كيسا من الاكياس المصنوعة من بقايا اكياس الاسمنت ويفترقا الاثنين بعدغياب تلك الكوكبة بقي الهادي ادم ببشر وعمنا نور الدين عبد الوهاب وواصلوا المسيرة بالمجلس
‎حاول علي مصطفي ان يتعايش وينسي صديقة التجاني ولكنه لم يتمكن فظل يجتر الم فراق صديقه وحاول ان يحرق ذكرياته معه ولكنه لم يتمكن وغلبه الحزن فحزم حقائبه وغادر امكدادة واستقر بالخرطوم حتي نعاه الناعي هذا الاسبوع كان علي
‎كانت صداقة علي والتجاني صداقة شهد بها اهل امكدادة كانا كخفي بعير يصعدان وينزلان سويا وبعد نهاية الدوام يلتقيان في نادي امكدادة العامر في تلك الايام الجميلة علي مصطفي شخصا دافق الحيوية قلبه عامر بالحب
‎كان له مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً. كان يتمتع بروح قوية وعزيمة لا تلين، وهذا ما جعله محبوباً وموثوقاً به. كان يتمتع بشخصية مشرقة ومرحة، تنبض بالحياة والشغف.
‎كانت النكتة والمرح تسير معه اينما حل واني سار كانت مجالس امكدادة في الخرطوم لاتعمر الا به خاصة وانه كان ونداية البروف عبد الرحمن حسب الله عليه الرحمة ومعه ود النقي عليه الرحمة فاذا جمعهم مجلس كان للمجلس بهجة وحيوية وعم الفضاء جلجلة وجلبة وضحك كانت النكتة تجري بين بردية يرسلها ويفك عقالها متي وكيف شاء
‎علي مصطفي كان قائدا وملهما لنا جميعا انجز في حياته الكثير كان يمتلك طاقة جبارة عاش للجميع وبالجميع
‎رحل علي مصطفي وترك فينا حزنا عميقًا
‎رحل علي مصطفي و ترك وراءه ذكريات لا تُنسى وتأثيرًا يستمر على مر الأجيال. لقد فقدنا قائدًا لم يُعوَّض وصديقًا لا يُنسى
‎عزاؤنا لاهل امكدادة ومعارفه وابنائه ولشقيقته زبيدة مصطفي ونفيسة وبقية اخوته وابناءه خالد ومحمد واحمد التجاني وللاخوة مصطفي ابراهيم مصطفي واخوته وعلي يحي وعبد المطلب وصلاح ومبارك امين
‎وللاخ محمد التجاني ابوبكر لان علي مصطفي صديق والده وهو بمثابة الاب الثاني له .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.