عن “تعاسة” الصحافيين

0 109
كتب: طلحة جبريل
***
أطرح عليكم بعض الأفكار بشأن “الصحافة” و”الكتابة” ، أو بعبارة أخرى عن “الكاتب” و “الصحافي”. لأكون صريحاً في هذا الموضوع ، ليس هناك سياق محدد ، ولا علاقة له بما يحدث بل هي بعض الأفكار ، تبادرت إلى الذهن في لحظة تأمل.
بداية أقول ماذا يعني “صحافي” ؟ الجواب، هو شخص يمارس مهنة “المتعة” وفي تعريف مهني ” ناقل للمعلومة “، والمعلومات في تراكمها تقود الى المعرفة، والمعرفة تؤدي الى الوعي..وأيضاً يروقني تعريف المفكر عبدالله العروي عندما قال إن الصحافي هو مؤرخ اللحظة،أي أنه ينقل الوقائع ويحللها.
انتقل لأطرح السؤال ماذا يعني “كاتب”؟
كاتب يعني شخصاً يعيش ويتفاعل مع محيطه كتابة وإبداعاً، شخص ينقل لنا ما لا ننتبه له في حياتنا اليومية هو إذن الى حد ما ” نبض المجتمع” إذ أن رؤيته للأشياء تختلف كثيراً عن رؤية الآخرين.
بعض الناس يتحدثون عن “نجاح الصحافي” عندما يحقق سبقاً، أو “نجاح” الكاتب عندما يبدع نصاً.
في ظني أن النجاح هو تحويل الحياة إلى حلم والحلم إلى حقيقة. ذلك أن الحلم في العمق هو الحياة في أبهى مظاهرها. الحياة كما نشتهي.ثم أن تتبلور لدينا قيم ومبادئ وأن نشعر بسعادة حقيقية ونحن نلتزم بها، ونعمل من أجلها. وحتى لا أقول كلاماً مجرداً، أقول كنا في الصغر وذلك ينطبق على كثيرين نحلم بأن نكون فاعلين داخل المجتمع.وأن ندرك أن شخصاً ناجحاً لا بد أن يكون متعلماً.
ويفترض أن يكون هدف أي شخص أن يتعلم وأن يبقى طيلة حياتي “يتعلم” ليس بالمعنى المجازي ، بل بالمعنى الحقيقي.من خلال “التعليم” و “التعلم” ندرك أنه يمكن بلورة مبادئ وقيم. ثم نصل الى اقتناع أن القيم والمبادئ تجلب سعادة حقيقية. وهي تؤدي الى أن يعيش الإنسان منسجماً ومتصالحاً مع نفسه. ثم أن التعليم هو الذي يقود الى التحضر.
ومن خلال التعليم يمكن الوصول الى أعلى المواقع في التراتبية المعنوية داخل أي مجتمع. إذن هذا نجاح.
“التعليم” يمكنه أن يتيح ألا تتوقف عند التفاصيل اليومية، بل أن تنشغل بسعادة المجتمع الذي تعيش فيه، وإذا لم تجد أن السعادة متجسدة داخل هذا المجتمع مؤكد أنك ستشعر بالإحباط ، لأن السعادة لا توجد من حولك. ستقولون هذا تفكير مثالي.نعم هو كذلك.
أختم لأقول : الصحافة الناجحة كما أفهمها هي تدفق المعلومات ، مع ضرورة أن تكون تدفق المعلومات الموثقة والمتوازنة مع حرية مناقشة صنع القرار. وأقول مطمئناً للقول،إن “أنجح” الصحافيين هم الأكثر تعاسة لأنهم يبحثون عن “الحقيقة” وهو بحث لا ينتهي إلا في القبر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.