قحــــــــــــت ورهــــــــــــاب الســـــــــــلام
كتب: آدَمْ أَجْــــــــــــــرَىْ
ينبغى عدم توقع أى ثمار عند العمل مع تحالف الحرية والتغيير، لأنه آلة تعمل على نكث غزل عكفت على نسجها شهوراً، رصيده يتآكل فيما حكومة ثورة ديسمبر تحظى بالمزيد من الدعم التأييد الشعبى، يترجم إلى صبر عليها فى أحرج المنعطفات أملاً فى تمكينها من تحويل الخردة إلى شيئ مفيد. هى تمثل إرادة شعبية رغم إخفاقاتها، ولا نحسب أنها محتاجة إلى سمسار يسعى بينها وبين الجمهور، أو إلى كيان إسمه قحت، وهذا الأخير إن كان ثمة دور منتظر منه فهو دعمه لمساعى الحكومة بإتخاذها مواقف تفك جمود المشهد – الحكومة تبدو أكثر ثورية – بإستطاعة الأحزاب الليبرالية أن تفعل، لكن إرتباطها بهذا الكيان أدى إلى إخراس صوتها فيما يتصل بعقبات عملية السلام.
حاضنة سياسية، لكنها لم تساعد الحكومة سياسياً فى إصابة أى هدف، فعندما خطت خطوة فى مفاوضات جوبا، لحقت بها كى تسجل موقفاً معاكساً هدم ما تم بناءه.
كونت الحكومة لجنة لتفكيك التمكين، ولما أفلحت فى وضع اليد على ثمار ذلك الزواج العرفى بين السلطة البائدة وبعض مكونات قحت، علت الأصوات المطالبة بحلها والاستعاضة عنها بمفوضية.
إن لم تساعد فى ملف السلام، نعتبرها منظومة لا قيمة لها، ذلك ما تثبتها كل يوم، ورهاب السلام الذى يستبد بها نابع من خشيتها قدوم غرباء بإتفاقية سلام، يعيدون لها خلط الأوراق، بالتالى لا ترى خيراً فى تسهيل سبل وصولهم إلى الجماهير تفادياً للاخلال بموازينها الخاصة. حالة الهدنة أفضل خيارتها ، حبذا إن تمددت وغطت الفترة الإنتقالية وأجريت الإنتخابات فى أجواءها – تعتقد أنها الأكثر جاهزية لها – وإن إستعصى ذلك فعلى الأقل تضيق الوقت على المنافسين. أما الحلم والغاية فإنها ستكون بعد تلك الإنتخابات- الجزئية – فى فى مركز قوة وملفات السلام بيدها، عندئذ ستشرع فى إدارتها بنفس طريقة عام ١٩٨٦م، وسيخرج من يردد تلك العبارة مجدداً : (توجد أوهام كثيرة).
أجل، نفس الآفاق والتطلعات المتواضعة رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة بلغنا خلالها من الحضيض كل مبلغ، إذن فإن تسويات قضايا الكفاح المسلح ليست بقدر أهمية الهدنة المساعدة على التمكين، فالمواقف المحبطة فى جوبا ومن قبلها لفظ الجبهة الثورية من الخرطوم، تؤكد غياب إرادة كيان عرفت بعض عناصرها خارطتها السياسية، أدركت أن دائرة إنتخابية واحدة لن تحصل عليها فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وربما سنار، وربما أقاليم أخرى- أو بمفهومها فإن خيراً لن يأتى منها – ومن حقنا الظن أن قوة دافعة شبيهة بفكرة (محور حمدى) هى التى تعمل.