قمم السياسة وذيلها

0 156
كتب: طلحة جبريل 
***
هناك أمران يجب أن يحرص عليهما الصحافي: الاقتراب من المصادر التي تملك المعلومات ، وهي في أغلب الأحيان من قمم صناع القرار، والأمر الثاني أن يتجنب تماماً نشر أخبار أو معلومات غير مؤكدة أو يتعمد التضليل.
لذلك يفترض أن الصحافي الذي يتخصص في السياسة ، لابد أن يتواصل مع السياسة في قممها، وإذا كان هناك من يختار أن يتصل بالسياسة في ذيلها فذلك شأنه.
في ذهني وأنا أكتب ذلك أربعة صحافيين و هم “والتر ليبمان و جيمس ريستون و بوب وودوارد ومحمد حسنين هيكل “. سأكتفي ببعض أقوال “هيكل” و “بوب” .
ربطت محمد حسنين هيكل علاقة أكثر من قوية مع الرئيس جمال عبدالناصر. يقول بشأنها: ” ليس هناك صحافي يستطيع الابتعاد عن الحاكم .لأن الحاكم هو صانع الأخبار، تريد أن تبتعد عنه ابتعد، لكن لن تعرف أخباراً، من يصنع الأخبار في أي بلد هي الدولة، حتى وإن اقترب الصحافي منها ستدرك أن لديك علاقة تناقض معها، لأنك مطالب بكشف الحقيقة كلها، والدولة تعطي جزءً من الحقيقة بمقدار ما يناسبها”.
وكان قد قال عن حسني مبارك” أحترمه وأقدره، لكن ببساطة عندي رأي مختلف، وبعض الناس يخلطون، فإذا كنا نبدي نحوك مشاعر ودية فلا يحق لك أن تخالفنا في الرأي”.وعن أنور السادات وعصره يقول “الشعب المصري في عهد أنور السادات كان أشبه برجل تزوج ملكة جمال العالم، تسحبه كل يوم إلى مهرجان، وكل ليلة إلى سهرة ، وليس هناك من يرعى شؤون البيت”.
يعد بوب وودوارد، ولاشك أهم صحافي في تاريخ”الصحافة الاستقصائية”.جديد وودوارد، إنه سيصدر كتاباً آخر عن دونالد ترامب بعنوان ” الغضب ..دونالد ترامب” ، سيصدر الكتاب في 15 من الشهر المقبل . وكان وودوارد قد أصدر قبل ذلك كتاب “الخوف.. دونالد ترامب في البيت الأبيض”. وصدر في 11 سبتمبر من العام الماضي ، وباع في أول يوم من صدوره أزيد من مليون نسخة. يقول وودوارد “إذا كانت المعلومات صحيحة يمكن التحقق منها، وإذا كانت مهمة بالفعل ، يجب أن تكون الصحيفة على استعداد لتحمل المخاطر” .
ويقول عن كتابه “حالة إنكار ..بوش في حرب”: “حالة الإنكار تصل ببعض الناس إلى درجة أنهم على استعداد لتجاهل وجود فيل معهم في نفس الغرفة”.
أختم وأقول باقتضاب إن “أسباب النزول” كما يقول الفقهاء، بشأن هذا الموضوع، أن فكرته وردت إلى ذهني عندما سمعت أحدهم يقول”من يقترب من صناع القرار يصبح أداة في يدهم، ومن حق الصحافي أن ينشر حتى الأكاذيب في مواجهة الاستبداد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.