كمبيوتر الثورة والفيروسات

0 92
كتب: كمال كرار
.
شهب ونيازك
إلى الآن لم تقدم وزارة المالية أي إيضاحات معقولة عن كيفية حساب ال 200.9 مليار التي وردت في موازنة 2020 باعتبارها نفقات دعم السلع الاستراتيجية.. وفشلت في أن تفسر المبالغ التي حوتها الموازنة المعدلة بشأن الدعم والبالغة 8 مليار جنيه شهريا..ولكنها تواصل تضليل المواطن عبر إعلانات في التلفزيون القومي حول حجم الدعم وفوائد رفعه.. وإنه كان في صالح الأغنياء.. وضد الفقراء..

وعبر سدنتها وتنابلتها.. تمارس الكذب بشأن مسؤولية الدعم عن التضخم والغلاء وعجز الموازنة.. وغيرها من المغالطات التي لا شأن لها بالاقتصاد..

دعونا نذكر الحقائق المجردة ونكشف ما يراد له أن يكون سرا.. هذا زمن الثورة.. ومن حق الشعب أن يعرف ما يحيق بأمواله وموارده..

المبالغ الواردة حول دعم المحروقات، تأتي للمالية من الطاقة.. تحت عنوان عجز تجارة البترول.. رقم واحد غير قابل للتفصيل..

ولا يوجد في تفاصيل الموازنة أي رقم عن عائدات مبيعات البترول.. والناس تدفع (الكاش) في الطرمبات واللتر 120 للبنزين و106 للجازولين.. وفي كل يوم وبحسب معلومات البترول يستهلك ما مقداره 18.8 مليون لتر من البنزين والجازولين.. فانظر كم مليار جنيه يتحقق من مبيعاتهما.. والعائد صفر في الموازنة.
وتعجز تجارة البترول ليس لأن الوقود مدعوم.. بل لأن الطاقة تدفع المال للطيران الرئاسي ولاستهلاك الكهرباء والمنظومة الامنية من الوقود .. ودا.. كوم تاني
إلى قبل يومين فقط فإن هذه المنظومة – التي نجزم أنها لا تدفع ثمن وقودها لأنه لا يظهر في موازنة الدولة – تحاسب في الورق فقط على 6.5 جنيه للتر البنزين و4.5 جنيه للجازولين.. أوا ليس الزراعة أولى.. أم الصناعة؟ أم غيرها من قطاعات الإنتاج المهمة.وإلى من يتحدثون عن دعم البترول نهديهم هذه المفاجأة.. ونقول أن المالية لا تدفع مليما واحدا لتكاليف استخراج البترول السوداني ونقله إلى أن يصل للمصفاة.. وتفرض رسوما متعددة عالية على المشتقات.. وهي أرباح صافية.. ولكن حبل الكضب قصير جدا..

وازداد سعر الوقود قبل أيام.. بنسبة تفوق ال400% لأن بعض الناس هنا تعهدوا لصندوق النقد الدولي بهذه الزيادة غض النظر عن ثورة ديسمبر..
وتعهدوا له بتعويم سعر الجنيه السوداني أو محوه من الوجود.. وبالتالي تحطيم الإنتاج المحلي.. وازدهار مافيا الاستيراد..
وتعهدوا له بزيادة الدولار الجمركي إلى أكثر من 15 مرة.. ومضاعفة أسعار الكهرباء والرغيف..
وتعهدوا له من قبل.. بالاستجابة لشرط أميركا فيما يتعلق برفع السودان من قائمة الارهاب.. ودفعت الأموال.. وجاء التطبيع وما خفي أعظم..وبينما هم يتعهدون للخارج نسوا عهد الثورة والشهداء.. والواجب ليس تذكيرهم فقط لأنهم مبرمجين على ال (SMP)، الأمر يحتاج للفرمتة وإزالة الفيروسات عن المشهد الثوري..

وأي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.