كورونا في نسختها الجديدة
كتب: جعفر عباس
.
مر فيروس كورونا ب40000 طفرة خلال الشهور ال9 الماضية، ولكن طفرته الحالية والتي أدت الى تغيير في محتوى وشكل البروتين الشوكي تجعل منه سلالة جديدة أسرع انتشارا من السلالات القديمة بنسبة 70%، وبالتالي فالتفسير المنطقي لسرعة تفشي الكورونا في السودان خلال الشهر الحالي هو أننا بإزاء الفيروس الجديد، والوضع أخطر مما يظن الكثيرون في بلادنا حيث ما زال بعض الأغبياء يجاهرون بالقول بأن الكورونا أكذوبة، ويكفي أن نشير الى أن الآتية أسماؤهم من خيرة أطبائنا رحلوا عن الدنيا خلال الأسابيع القليلة الماضية: ١/ احمد محمد الاحيمر خبير ٢/ محمد كامل محمد عبد الله ٣/إيمان احمد البشير 4/ د. نعيم عبد الرحمن ٥/ الفريق عز الدين محمود ٦/ بروف التوم سراج الدين ٧/ محمد ابراهيم الطاهر 8/ عباس ادم الهادي .٩/ اللواء طبيب عادل أبو المعالي ١٠/ بروف سلمي محمد مكي ١١/ بروف حسين عبد اللطيف الصائغ ١٢/ بروف عبد القادر الساعوري ١٣/ بروف عثمان عبد الكريم ١٤/ بروف ابراهيم محمد صالح كدام ١٥/مستر الطيب النعيم ١٦ /دكتور احمد بحر ١٧/ دكتور ميرغني الفاضلابي. ١٨/ د. علاء الدين العطا ١٩/ دكتور هشام العوض ٢٠/ دكتور مبارك ادريس ٢١/دكتورة سمية طه سليم ٢٢/ دكتور جمال الدين عبد الله السيد ٢٣/ د.محمد صديق مصطفى ٢٤/ د.سميرة محمد ابراهيم..٢٥ / د بشير عبدالرحيم ٢٦ د جمال عبدالغني جريس ٢٧/. د اسامة عوض ٢٨/. د محمد ابراهيم مالك ٢٩ / د مصطفي ابراهيم ٣٠ / بهاء الدين طه.
والوضع الصحي عاجز تماما ووزارة الصحة تعاني من إعاقة حركية، ومن خيبتها فإنها لم تتحرك لاستلام أجهزة تنفس ventilators و20 مكيف هواء سبليت، قيمتها أكثر من 3 مليار جنيه وصلت مطار الخرطوم يوم 7/11 أي قبل أكثر من شهر، جاءت تبرعا من شركات تركية بمبادرة من سودانيين من بينهم المهندس صادق حاج علي، عرضوا أيضا دفع الرسوم الجمركية على تلك الأجهزة، ونحن نواجه الموجة الثانية فقدنا ثقة تلك الشركات التي تبرعت بتلك الأجهزة.
وقد تلقى السودان أكثر من 8 ملايين جرعة لقاح كورونا (تكفي خُمس السكان فقط)، وقد تبارى تجار المؤامرة في الأسافير للزعم بانها جرعات قاتلة وينصحون الناس بالامتناع عن تلقيها، وجميع قيادات العالم تلقت اللقاح أمام الكاميرات ولكن مطلوب منا ان نعرض نفسنا للخطر بسبب بعض عشاق اللايفات والتسجيلات الصوتية الذين يريدون منا ان نصدق ان هناك مؤامرة لقتل بلايين البشر.
ويا أهلنا أنتم تتعرضون للتحرش من فيروس قاتل في نسخته الجديدة، فكفوا عن الدروشة والاستهتار واحترسوا فكل واحد منكم مسؤول عن نفسه وعائلته ولا عليكم بإحصاءات وزارة الصحة عن معدل الإصابات، فهي تتكلم فقط عن الحالات التي وصلت الى المستشفيات ولا علم لها بمن يموتون يوميا بالمئات في بيوتهم، وحتى اسطوانات الأوكسجين غير متاحة للمحتاجين اليها من المرضى، وهناك حملة في دول المهجر لشراء خزانات للأوكسجين بدلا من الأسطوانات لأن الخزان يكفي احتياجات 130 مريض طوال 24 ساعة.
واجب علينا أنه وفور فتح الباب للتطعيم ان نذهب بكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة الى مراكز التلقيح، أما بقية المواطنين فعليهم ان يرجو الله في الكريبة (هذه عبارة نطق بها مزارع خلال وباء الكوليرا في السودان في ثلاثينات القرن الماضي عندما قرر الذهاب الى الكرنتينة عند أهله في قرية الكريبةبعد ان اصيب بالمرض).