لازم تتلصقوا ؟!
كتب: زهير السراج
* بصراحة شديدة وبلغة بسيطة جدا وبدون مواربة مع الأنا شايفو ده، البلد ماشة لكارثة حقيقية .. خاصة مع أوضاعنا الصحية والاقتصادية الهشة وفقرنا وإمكانياتنا الضعيفة ومشاكلنا وصراعاتنا مع بعض داخل وخارج السلطة الانتقالية والحكومة والعساكر والمدنيين والمتربصين بالبلد !
* لا الحكومة قادرة تدير الازمات، لا الشعب عايز يتجاوب مع الإرشادات .. ولا أئمة المساجد المفروض يكون ليهم دور كبير في رفع الوعى عايزين يتحملوا الامانة الدينية والاخلاقية بتاعتهم في حماية الناس، بل وبعضهم بيساعد في الوباء على الانتشار وإهلاك الناس بإصرارهم غير المبرر والذى يتناقض مع الدين واهداف الدين جملةً وتفصيلا، بإقامة الصلوات في المساجد وعدم الامتثال لقرار الدولة بالصلاة داخل المنازل مؤقتا الى حين تحسن الأوضاع وانتهاء الخطر !
* نبدأ بالحكومة: بصراحة الحكومة فشلت في إدارة أزمة السلع التموينية وتفريغ الصفوف .. وما عايزة توضح للناس ما هو السبب والحاصل شنو، هل المشكلة في الندرة ام في النقل ام في التوزيع أم ماذا، وإذا كانت في الندرة لماذا لا تترك الحكومة أى حاجة وتتفرغ بس لتوفير المواد المطلوبة، وتوجه كل الإمكانيات لتوفيرها وتترك الانفاق على البنود الاخرى في الوقت الحالى ما عدا الصحة والعلاج والمرتبات .. قبل كم يوم أعلن وزير المالية عن رفع المرتبات بخمسة أضعاف إعتبارا من أول الشهر الجايى، معناها في قروش .. طيب هل ده الوقت المناسب لزيادة المرتبات أم توجيه كل الأموال لتوفير السلع الضرورية وما كلها بتجى من برة، مثلا القمح .. ليه ما يصدر قرار بتوجيه كل إمكانيات الدولة لحل مشكلة الخبز .. حاصدات، وقود ، شاحنات، مطاحن .. إلخ .. أقعدوا مع ناس المطاحن واتفقوا معاهم بأى شكل وبأى طريقة، دى حالة طوارئ ما أى كلام .. الطوارئ ما بس تحبسوا الناس في بيوتها، الطوارئ إنك تستغل كل إمكانيات الدولة لحل المشكلة حتى ولو بقرارات إستثنائية، في أى دولة الدستور بقول كده، موش تقعدوا تتفرجوا على الناس وهى بتموت في صفوف الرغيف والغاز .
* لو المشكلة في التوزيع وما عارفين تعملوا شنو، إستعينوا بالخبراء من الداخل والخارج بشكل عاجل، وبرضو سخروا كل إمكانيات الدولة لهذا العمل .. هنالك من يستطيع أن يقدم المقترحات الفعالة والعاجلة، ويضع خطة طوارئ لحل مشكلة التوزيع، هنالك لجان أحياء نجحت في حل مشكلة توزيع الرغيف وخففت الزحمة في المخابز، ليه ما تعمموا التجربة، ليه ما تنزلوا كل القوات النظامية والدعم السريع للتنظيم والترتيب، ولا ديل ما مواطنين سودانيين .. مدسوسين وين ديل، في أى دولة في العالم الجيش بينزل الشارع بكل إمكانياته في حالات الطوارئ ، صحية أو غيرها يساعد الناس ويحل المشاكل موش بيقعد يتفرج، وكمان في واحدين بيعاكسوا ويخشوا المستشفيات يستعرضوا عضلاتهم على الاطباء والممرضين البضحوا بنفسهم وصحتهم وراحتهم لحماية ارواح الناس .. الحاجة دى لازم تقيف، والقوات النظامية لازم تفهم إنو عملها في أوقات السلم أهم وأقيم من عملها في أوقات الحرب، عاينوا لمصر القريبة دى وخليكم من أمريكا وغيرها.
* بعدين سبق وقلنا ليكم إنو حكاية السبعة ساعات سماح في اليوم دى للناس عشان يقضوا حاجاتهم ما عملية وما عندها معنى، وحتخلق زحمة غير عادية خاصة مع الندرة ومشكلة التوزيع وإقتراب شهر رمضان، وده الحصل فعلا، والزحمة زادت في وقت حرج جدا الوباء ماشى فيو في الطالع، لازم تشوفوا ليكم حل آخر .. واقترحنا قبل كده حظر كامل ثلاثة يوم على سبيل التجربة ثم تقييم الموقف واتخاذ القرار المناسب، ولكن يبقى الحل الناجع في التوفير والتنظيم .
* القطاع الصحى في الطريق الى الإنهيار وسبق أن حذرنا من ذلك، ولا بد من صدور قرار فورى بإيقاف التعامل مع كل الحالات الباردة والعادية وإلغاء العمليات والمواعيد غير المستعجلة، وإستقبال الحالات الطارئة فقط وإخطار المواطنين بذلك لتجنب المزيد من الاستنزاف ، وتوجيه كل الجهود لمحاربة الفيروس، كل الدول عملت كده حتى أكثرها امكانيات !
* بالنسبة للشعب .. نفرض الحكومة عاجزة وفاشلة وما عارفة تعمل شنو .. هل صعب الناس تنظم نفسها في صفوف بين كل واحد والتانى مسافة متر ونص زى ما في كل العالم لمنع انتشار الميكروب ، بدل اللصيق والمدافرة، ولو فرضنا إنو في ناس ما عارفين اهمية المسألة دى شنو، ما ممكن لجان الأحياء أو القوات النظامية تنزل تنظم الناس .. المية نفر البقيفوا في الصف ياهم المية نفر لو اتلصقوا مع بعض أو وقفوا كل واحد على مسافة من التانى، ولا إلا الناس إتلصقوا واتحشروا عشان يشتروا الرغيف أو الغاز؟!