لا للإحباط ولا للتفريط

0 74
كتب: جعفر عباس
.
اليوم 17 أغسطس 2020 تكون قد مرت على الوثيقة الدستورية التي أدت الى تشكيل الحكومة الحالية سنة كاملة، وقد لا تكون السنة المنقضية حافلة بالإنجازات المبهرة، ولكنها كانت وستظل خطوة في مشوار الألف ميل نحو مستقبل واعد حتمي إذا تحلينا بالعزيمة والإرادة والنَفَس الطويل، فقد صرنا نتنفس أوكسجين الحرية وهو الوقود الضروري لارتياد المجد والشروع في إعادة بناء وطن تركه الكيزان مهلهلا وقاعا صفصفا.
كثيرون يحسون بالإحباط باعتبار ان حكومة يفترض انها خرجت من رحم الثورة خذلتهم بأدائها الضعيف، وراجت في الفترة الأخيرة مفاهيم انهزامية من قبيل: الحكاية بايظة.. البلد دي اصلها ما ح تتصلح .. ثورتنا ضاعت هباء.
لن تبوظ حكايتنا ولن تضيع ثورتنا الا بالتخاذل والانكسار عند كل مطب؛ نعم حكومتنا “فاشحة” أي نصف فاشلة ونصف ناجحة، ولكنها لم تصنع الثورة وبالتالي لا “تملكها”، ولا هي كفيل الثورة، بل جعلتها الثورة ترسا متقدما في ماكينتها، وإذا تعطل الترس بكسر التاء ينبغي ان يكون الترس بفتح التاء والراء “صاحيا”.
لا ينبغي لجنود الثورة أن ينفضوا أيديهم عنها، فكما صنعوها عليهم حراستها، وان يحرصوا على ان يبقى لواءها مرفوعا، وهذا بالضبط ما ظلت تفعله لجان المقاومة لأنها تدرك ان السلطة الحقيقية ينبغي ان تكون بأيدي الجماهير، وهذا ما حدا بها للدعوة للخروج في مواكب اليوم انطلاقا من جاكسون في الخرطوم والمحطة الوسطى بحري.
هذا الموكب ليس للاحتفال بالوثيقة الدستورية، بل الغرض منه هز الحكومة لتصحو وتترك الكلام المعسول وتنتبه لقضايا المعيشة والامن والتعليم والصحة، إنه موكب للضغط غير المؤدي للانفجار بل ل”استعدال” المسار.
التراجع والانكسار والانسحاب خيانة لدماء الشهداء الذين عاهدهم الثوار “يا نجيب حقهم يا نموت زيهم”، وحقهم ليس القصاص فقط بل إقامة نظام حكم راشد يكون فيه ما للعسكر من حقوق وواجبات متعارف عليها للعسكر، وما لقيصر المدني لقيصر.
وتذكروا الشهيد عبد العظيم: تعبنا يا صديقي ولكن لا ينبغي الاستلقاء أثناء المعركة، ونحن – حتى الآن- لم نكسب سوى جولة واحدة في حربنا على الفساد والضلال، وعلينا عدم التراخي في مسعى تحقيق غايات الثورة، وحيكومات تجي وحيكومات تغور ويبقى الشعب والوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.