ليست خدمة.. وليست مدنية
كتب: كمال كرار
.
تدخل من أبواب المؤسسات الحكومية عبر (الهدف) وهي شركة أمنية أو عبر شرطي يقف حاجزًا سميكًا أمامك.. وهاك ياسين وجيم.. اسمك منو؟ عاوز شنو؟ موضوعك شنو؟ وفي حالات أخرى.. اسمك ما موجود، وأطلع أضرب له تلفون خليهو يتصل بينا.. وفي بعض الأحيان.. الليلة يوم إداري والناس ديل كلهم مافي.. امش وتعال بكرة..
وستذهب وتأتي غداً، والأسئلة نفس الأسئلة وترجع بخفي حنين، ولو كنت محظوظاً ودخلت من بوابات تلك القلاع التي تسمى الخدمة المدنية فستجد بانتظارك مسلسل (تاني) هندي أو لاتيني.. تقف عند نافذة ما.. والطابور طويل والموظف مافي.. وعندما تسأل يقال لك (في اجتماع) أو في الفطور. وهذا الفطور أو الاجتماع يمتد لساعات طويلة.. يأتي بعدها الإمبراطور الموظف فينظر إليك شذرا عندما تدفع له بالورقة التي في يدك فيقول لك (تعال بكرة الخزنة قفلت).. وعندما تجادله وتقول له أنك أتيت منذ الصباح الباكر.. يرد عليك بالقول دا ما شغلي أمشي وتعال بكرة..
وتأتي بكرة وتدخل من بوابة الهدف إلى شباك (الإمبراطور) فتجده على غير العادة جالساً على كرسيه المتحرك يلعب الكوتشينة في الموبايل.. فتعطيه نفس خطاب (الأمس) فيقول لك بنبرة حادة (الجواب دا تاريخه قديم) و تجادله وتقول له أن تاريخه بالأمس فقط.. وقد حضرت و… و.. فيقول لكن دا ما شغلي… أرجع للجهة (الفلانية).
تعدل التاريخ. وتركب وأنت المضطر عربة تاكسي بمبلغ وقدره كذا إلى حيث الجهة التي أصدرت الخطاب فتجدهم في استقبال الوزير الجديد.. وامش وتعال (بكرة)، وهذه البكرة لا تأتي أبدا.
زمان كان يكتب على البكاسي التي تنقل الركاب واسمها (برنسه) كانت تكتب عبارة (بكرة الركوب مجان) وكل يوم تدفع لأن بكرة هي اليوم التالي الذي لا يأتي أبدا..
الخدمة المدنية خرجت ولم تعد ولو وجدت فهي قليلة على أصابع اليد..
وصفة الخدمة المدنية على عهد النظام البائد هي اذلال المواطن و للأسف لا تزال كذلك بعد الثورة. ولا زال الكيزان فيها.. بأمر الهبوط الناعم..
وأي كوز مالو؟؟؟