ماذا يخطط (حميدتى)؟!

0 61
كتب: زهير السراج
.
* ماذا يريد (حميدتى) والى ماذا يرمى بالاجتماعات شبه اليومية التي يعقدها مع الوفود القبلية من مختلف بقاع السودان، والتقرب الى القبائل والسعي الدؤوب لإحياء الادارة الاهلية والعمل وإصدار قانون الادارة الاهلية الأمر، ما يمكن أن يساهم في إحياء التعصب القبلي والنعرة القبيلة على حساب الهوية السودانية والمواطنة التي يجب أن تكون أساس الحقوق والواجبات والتعامل بين المواطنين، بغض النظر عن الجنس واللون والدين والعرق ..إلخ، وليس القبلية التي ينشط (حميدتى) في إحيائها ورفع راياتها !
* لا تمض بضعة أيام حتى تخرج علينا الصحف وأجهزة الاعلام بخبر عن لقاء (حميدتى) بوفد قبلي، والحديث عن قانون الادارة الاهلية. المزعج في الأمر ان الخرطوم نفسها بوصفها عاصمة البلاد ومركز التحضر، بالإضافة الى المدن الكبرى التي يختلط فيها كل المواطنين السودانيين بغض النظر عن الاماكن التي جاؤوا منها والقبائل التي ينتمون إليها داخل بوتقة الهوية السودانية، ويتعايشون ويتصاهرون ويتزاوجون وينجبون ويصبحون أسرة واحدة بدون أي قيود قبلية، أو حتى السؤال أو التفكير في القبيلة والانتماء القبلي، يصر (حميدتى) على تنشيط القبلية فيها بلقاء وفود ومجموعات قبلية تقيم فيها لم نسمع عنها إلا مؤخرا الفترات الأخيرة، والحديث عن قانون الادارة الأهلية!
* لماذا يسعى (حميدتى) لتنشيط القبلية حتى في المدن الكبرى، بل وعاصمة البلاد بعد أن نسيها الناس منذ زمان بعيد ولم يعد أحد يهتم بها، ولولا الجرائم التي ارتكبها النظام البائد في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وسياساته الفاسدة البائد ومحاولاته الإجرامية لتقسيم الناس على أساس قبلي، وإقحام (القبلية) في الاوراق الرسمية وارانيك التقديم للحصول على بطاقات الهوية والرقم الوطني، وارانيك الشرطة، لأصبحت القبلية نسيا منسيا، على الاقل في المدن الكبرى!
* وبدلا من أن تنشط الدولة وقادتها بعد سقوط النظام البائد، لتوحيد الناس على اساس المواطنة والهوية السودانية، ورفع مستوى الوعى للمواطن بالهوية السودانية الجامعة، واحترام التنوع كوسيلة للتوحد وليس التشرذم، إلا أن البعض وعلى رأسهم (نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع) ينشط بشكل ظاهر للعيان في اعلاء شأن القبيلة والاجتماع بالوفود القبلية والحديث عن قانون الإدارة الاهلية، وذلك تحت عباءة السلام، والدعوة للسلام، والحديث عن قضايا السلام !
* حملت الاخبار ان نائب رئيس مجلس السيادة التقى يوم الثلاثاء الماضي بوفد الإدارة الأهلية في ولايتي نهر النيل والخرطوم، وقال عضو الناطق الرسمي باسم مجلس شورى قبيلة الجعليين (حسن كافوت)، في تصريح صحفي، “إن اللقاء تطرق لعدد من القضايا في مقدمتها اتفاق السلام الذي تم توقيعه، بجانب أوضاع الادارة الاهلية في ظل القانون الجديد الذي يجري اعداده”.
* “وأكد أن الشعب ظل يتطلع منذ وقت بعيد الى توقيع اتفاق سلام يوقف الحرب وينهي معاناة المواطن، مشيراً الى ان مشروع السلام يمثل أهم انجازات الثورة ويعد اكبر حدث يستوجب الاحتفاء والتبشير به خلال العام الجديد – وفق قوله”.
* “وأشار الى ضرورة توفيق أوضاع الادارة الاهلية من حيث القوانين والتشريعات، لتكون فاعلة في ادارة المجتمع واستتباب الأمن، مؤكدا انهم اطمأنوا خلال اللقاء بأن من يتولون شأن اعداد قانون الادارة الاهلية مؤهلون لإخراجه بالشكل المطلوب”.
* من جانبه قال (المنتصر خالد الصديق طلحة) ناظر عموم البطاحين، ان اللقاء بحث عددا من القضايا المتعلقة بولاية الخرطوم بجانب قانون الادارة الاهلية، منوها الى أن (حميدتي) أكد لهم متابعته اللصيقة للقانون حتى يخرج ملبياً لتطلعات قيادات الإدارة الأهلية (انتهى الخبر).
* هل يعقل أن ترتفع راية القبلية مرة أخرى ونحن في القرن الواحد وعشرين، وأن تعود الإدارة الاهلية لتتحكم في شؤون البلاد، وتقسيم المواطنين على أساس قبلي، والاعلاء من شأن القبيلة وبث روح التعصب القبلي بين المواطنين، على حساب الهوية والمواطنة والدستور ؟!
* لا أدرى ماذا يدور في رأس (حميدتى)، وماذا يخطط والى ماذا يرمى باللقاءات المتتالية مع الوفود القبلية، وما هو قانون الإدارة الأهلية الذى يجرى إعداده تحت متابعته اللصيقة حتى يخرج ملبيا تطلعات قيادات الإدارة الاهلية، وما هي هذه التطلعات؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.