مناوي في المكان المناسب

0 70

كتب: منعم سليمان

.

قصة يجب أن تحكى حدثت لي مع “مني أركو مناوي” بمدينة كمبالا عاصمة يوغندا في اواخر العام 2013، وحينها كان الصديق الأستاذ “ابراهيم أحمد ابراهيم” مساعدا لرئيس حركة تحرير السودان- أي مساعد مناوي- والذي قام لاحقًا بفصله من الحركة بطريقة “مناوية” معيبة، صارت محل تندر وسخرية مجالس المدينة منه ومن حركته.

وكان ابراهيم وقتها يملك مطعمًا، وأتى لمطعمه ذات صباح وأتت له موظفة “الكاشير” بمظروف قائلة له ان أحدهم قد تركه هنا وذهب.. فتح صديقنا ابراهيم المظروف فوجد خطاب فصله من الحركة ممهورًا بتوقيع مالك الحركة: مني أركو مناوي، بلا أسباب ولا حيثيات ولا يحزنون!

حقيقة أزعجني الأمر وذهبت إلى منزل مناوي في المساء وعاتبته بالقول: ان فصل ابراهيم بهذه الطريقة بلا توجيه تهمة ولا مرافعة ولا اتاحة فرصة دفاع ولا مجلس محاسبة أمر مسيء لك ويكرس للديكتاتورية داخل حركتك.

هنا تنحنح الرجل، وهو بالمناسبة الشخص الوحيد في هذه الحياة الذي يتعذب حين يتحدث، حيث فتح فمه بابتسامته الصفراء التي يداري بها سوءاته كما ضحالة ثقافته وأفكاره، وقد قال لي ذات مرة وهو يحكي ان لا خلاف فكري يجمعه بالأستاذ عبد الواحد نور، “ان أفكاري متباينه مع أفكاره” وكان يقصد انه متفق معه فكريًا ومختلف شخصيًا!

المهم، نرجع لحادثة فصل ابراهيم، حيث رد مناوي قائلًا لي: هل حدث في أي يوم من الأيام ان قلت لك بانني ديمقراطي وان حركتي ديمقراطية؟!

انه مناوي، مارشال بلا خبرة أو علوم عسكرية، ومفكر بلا فكر، وحاكم بلا حكومة أو صلاحيات محددة، ومتحدث عن الفصل التعسفي بلا اتساق، وفاشي ومتآمر دومًا على الديمقراطية التي يكرهها ويحتقرها، ولا ريب ان تأردل مع المتأردلين، وتجبرل مع المتجبرلين، وهجا التحول الديمقراطي مع صنوه اللزج التوم هجو، وساء أولئك سبيلا .

انه مناوي المناسب في المكان المناسب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.