من الذي يمثل الثوار حقا اليوم؟

0 55
كتب: صلاح شعيب
.
ما هي الجهة التي تمثل الثوار اليوم؟ سؤال انتابني وسط هذا التفرزع في الحاضنة السياسية للحكومة، أو قل الفترة الانتقالية. في البداية خرجت الحركات المسلحة، ولم تفلح إعادتها عبر اجتماعين في أديس أبابا، والقاهرة. ثم حزب الأمة، ثم الشيوعي فتبعه تجمع المهنيين، ثم خرج أناس آخرون. عاد حزب الأمة مرة ثانية بعد ضمان خروج الشيوعي. ثم استمرت قحت حتى ساهمت في تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية بعد إضافة الحركات، ثم حدث انشقاق.
إذ خرجت علينا جماعة بعد اجتماع في حزب الأمة، وقالت إنها ستعيد الحاضنة سيرتها الأولى. وما مر يوم علينا حتى خرجت جماعة أخرى من قحت تقول بأن المجلس المركزي هو الذي يمثل الثورة أما المجتمعون في منزل سلاطين باشا القديم فهم ليسوا على حق.
إذن نحن أمام تشظٍ متواصل للحاضنة الأولى التي وقعت على إعلان قوى الحرية والتغيير. وهنا لا نناقش موضوع الجماعة التي قالت هذا الأسبوع إن عقار لا يمثلها وأحالته للتقاعد ليحل محله رئيس للحركة هو الكومرد خميس جلاب. طبعا الأصم ومولانا وطه وعربي كونوا تنظيما جديدا للمهنيين وقالوا بشرعيتهم. بينما بقي التجمع الأصل يمثل جناحا من المهنيين.
هكذا هو حال التيارات السياسية منذ الاستقلال تتكون لتنقسم ولا تتطور، فكيف تتطور الممارسة؟
الموضوع ليس هو من الذي أخطأ تجاه الآخر، أو أن هناك طرفا على صحته وآخر على خطأه، وإنما هو هكذا واقعنا السياسي. وهو أبعد من قدرتنا على تحليل حيثيات كل طرف… هل جماعة البعث كلها على خطأ، أم كلها على خطأ. أجزم أنهم كلهم على صحتهم ما دامت ممارستهم تتقفى أثر ماضينا الانشقاقي. أمالك عقار على صحته أم خطأه وقبل ذلك هل كان الحلو على صحته أم خطأه عندما انشفق عنه عقار؟
الإجابة على هذين السؤالين – وربما هم ثلاثة – ليس مهما لأن الموضوع يدخلنا بنا إلى التفاصيل، ولا يتيح لنا فرصة للنظر لموضوع الانشقاقات الحزبية بمنظور أوسع.
أزعم أن السودان بإطاره التاريخي، والجغرافي، والإثني، أكبر على كل قادتنا ولم تأت بعد كاريزمات دولة لتجمع الناس صرة في خيط، ولا تفرقهم أيدي سبأ. هاهنا أنا – وأعوذ بالله من الأنا – على صحتي، وإلا لحدث العكس. ومع ذلك أتوقع أن تحليلي خطأ، أو قاصر. وهذا أيضا ليس المهم إنما المهم هو محاولة البحث عن مشكلنا الوجودي.
هل الماركسية وحدها تجيب على سؤال النهضة السودانية المجتمعية؟ أم هي فقط القومية العربية؟ أم إرث الأحزاب التقليدية؟ أم عسكرتارية شبيهة بالعسكرتارية الناصرية؟ أم تفكير التكنوقراط الليلبراليين الذي ليست لهم قشة مرة مع سياسة البنك الدولي؟ أم الحل يكمن في تفكير أنصار السنة الذي قال زعيم منهم أن الله عاقبنا لأن الخرطوم استقبلت النصرانية ماما أميرة، وأن الفساد كثر بسبب ارتداء البنات للبسة فصل الدين عن الدولة أو أن الناس فارقوا صلاة الصبح؟ ونسينا أن الإسلاميين ما يزالون يرون في الحاكمية بنسخ جديدة ربما أخرجتنا من الفشل المجتمعي؟
طبعا هناك تيارات أخرى عندها مشاريع حلول وبعضها تملك مشاريع مشاكل. ولكن كيف يتم توفيق العقل السوداني بنثاراته الفكرية والسياسية المتعددة في خلق الدولة الوطنية؟
لا اعتقد أن سياسيينا الآن منشغلون بعد ثورة ديسمبر بهذا السؤال وليست لهم بطن لمواجهته. فأولويتهم هو الكسب السياسي وليس التوافق الوطني بتنازلات مرة حتى تأتي الانتخابات، والتي تتيح لكل تيارات إثبات جدارته في تمثيل الشعب لحيازة الكأس، ومن ثم تطبيق نظريته من الألف إلى الياء.
إلى ذلك الحين يتابع المرء تفاصيل الأزمة، وباحثاً في الوقت نفسه عن جوهرها. ومع ذلك ربما أكون على خطأ من أمري في تناول هذا الموضوع الآن. والآن بالذات.
ما هي الجهة التي تمثل الثوار اليوم؟ سؤال انتابني وسط هذا التفرزع في الحاضنة السياسية للحكومة. في البداية خرج حزب الأمة ثم الشيوعي فتبعه تجمع المهنيين، ثم خرج أناس آخرون. عاد حزب الأمة مرة ثانية بعد ضمان خروج الشيوعي. ثم استمرت قحت حتى ساهمت في تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية بعد إضافة الحركات، ثم حدث انشقاق.
إذ خرجت علينا جماعة بعد اجتماع في حزب الأمة وقالت إنها ستعيد الحاضنة سيرتها الأولى. وما مر يوم علينا حتى خرجت جماعة أخرى من قحت تقول بأن المجلس المركزي لا يمثل الثورة.
إذن نحن أمام تشظٍ متواصل للحاضنة الأولى التي وقعت على إعلان قوى الحرية والتغيير. وهنا لا نناقش موضوع الجماعة التي قالت هذا الأسبوع إن عقار لا يمثلها وأحالته للتقاعد ليحل محله رئيس للحركة هو الكومرد تلفون كوكو. طبعا الأصم ومولانا وطه وعربي كونوا تنظيما جديدا للمهنيين وقالوا بشرعيتهم. بينما بقي التجمع الأصل يمثل جناحا من المهنيين.
هكذا هو حال التيارات السياسية منذ الاستقلال تتكون لتنقسم ولا تتطور، فكيف تتطور الممارسة؟
الموضوع ليس هو من الذي أخطأ تجاه الآخر، أو أن هناك طرفا على صحته وآخر على خطأه، وإنما هو هكذا واقعنا السياسي. وهو أبعد من قدرتنا على تحليل حيثيات كل طرف… هل جماعة البعث كلها على خطأ، أم كلها على خطأ. أجزم أنهم كلهم على صحتهم ما دامت ممارستهم تتقفى أثر ماضينا الانشقاقي. أمالك عقار على صحته أم خطأه وقبل ذلك هل كان الحلو على صحته أم خطأه عندما انشفق عنه عقار؟
الإجابة على هذين السؤالين – وربما هم ثلاثة – ليست مهمة لغرض ما، لأن الموضوع يدخلنا بنا إلى تفاصيل التفاصيل، ولا يتيح لنا فرصة للنظر لموضوع الانشقاقات الحزبية بمنظور أوسع حتى نعالج طمي الجذور.
أزعم أن السودان بإطاره التاريخي، والجغرافي، والإثني، أكبر من وسع فهم قادتنا، وأكبر من أن تحلله جماعة واحد تقدس إرثها النظري. ولم تأت بعد كاريزمات دولة لتجمع الناس صرة في خيط، ولا تفرقهم أيدي سبأ. هاهنا أنا – وأعوذ بالله من الأنا – على صحتي، وإلا لحدث العكس. ومع ذلك أتوقع أن تحليلي خطأ، أو قاصر، أو غير منهجي مفاهيميا. وهذا أيضا ليس المهم إنما المهم هو محاولة البحث عن مشكلنا الوجودي.
هل الماركسية وحدها تجيب على سؤال الفشل السوداني المجتمعي؟ أم هي فقط القومية العربية؟ أم الطرح السياسي للحركات؟ أم إرث الأحزاب التقليدية؟ أم حل الرسالة الثانية الذي امتشق حسامه شهيد الفكر محمود محمد طه؟ أم تفكير التكنوقراط الليلبراليين الذي ليست لهم قشة مرة مع التحالف الجيوسياسي الإقليمي، أو سياسة البنك الدولي؟
أم الحل يكمن في تفكير أنصار السنة الذي قال زعيم منهم إن الله عاقبنا لأن الخرطوم استقبلت النصرانية ماما أميرة، وأن الفساد كثر بسبب ارتداء البنات للبسة فصل الدين عن الدولة، أو أن الناس فارقوا صلاة الصبح؟ ونسينا أن الإسلاميين ما يزالون يرون في الحاكمية بنسخ جديدة حلا ربما يخرجتنا من الفشل المجتمعي؟
طبعا هناك تيارات أخرى عندها مشاريع حلول، وبعضها تملك مشاريع مشاكل. ولكن كيف يتم توفيق العقل السوداني بنثاراته الفكرية، والسياسية المتعددة في خلق الدولة الوطنية؟
لا اعتقد أن سياسيينا الآن منشغلون بعد ثورة ديسمبر بهذا السؤال. الحقيقة ليست لهم أي بطن لمواجهته. فأولويتهم هي الكسب السياسي لا التوافق الوطني بتنازلات مرة حتى تأتي الانتخابات، والتي تتيح لكل تيار إثبات جدارته في تمثيل الشعب لحيازة الكأس، ومن ثم تطبيق نظريته من الألف إلى الياء.
إلى ذلك الحين يتابع المرء تفاصيل الأزمة، وباحثاً في الوقت نفسه عن جوهرها. ومع ذلك ربما أكون على خطأ من أمري في تناول هذا الموضوع الآن. والآن بالذات. من يدري؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.