من “داعش”إلى“بنجولين”
كتب طاحة جبريل:
أطرح اليوم وجهة نظر، آمل التعامل معها بموضوعية وحياد، إذ هي فكرة للنقاش ولدي الكثير من المعلومات التي تجعلني أعتقد بصحتها.
نلاحظ أن العالم بأسره إهتم خلال العقدين الأخيرين بقضية واحدة هي “مكافحة الأرهاب”، سواء كان هذا الإهتمام انطلاقا من مصالح كل دولة على حدة ، أو في إطار التبعية التي جعلت الكثير من دول العالم الثالث تدخل في برامج مشتركة مع الدول الكبرى بشأن “مكافحة الأرهاب”، بل إن هذا التعاون في كثير من الأحيان كان شرطاً لتحسين وتطوير العلاقات بين “الكبار” و”الصغار”.
هيمن موضوع الإرهاب عقب “هجمات سبتمبر” عندما تعرضت الولايات المتحدة لأكبر هجوم يقع على أراضيها، من برجي “مركز التجارة العالمية “ في نيويورك إلى البنتاغون في ولاية فرجينيا، وأدى ذلك إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء .
كانت نتيجة ذلك العمل الإرهابي ، بروز تيار قوي من التعاطف مع الولايات المتحدة، ولم يجد نفعاً وقتها ما أثارته تلك الهجمات من انبهار بجسارة الفعل،لكن ذلك التعاطف راح يتآكل بسبب معاناة أطفال ونساء ورجال أفغانستان، وازداد تآكلاً مع الغزو الأميركي للعراق .
لكن شعار “محاربة الإرهاب” ظل ماثلاً.
وعندما جاءت “داعش”، وأصبح التوحش سياسة ووسيلة بل وهدفاً ، قاد ذلك إلى مزيد من هيمنة الشعار.
هكذا أصبح شعار” التنمية المستدامة “ (( sustainable development ترفاً، وبالتالي لم يعد هناك اهتمام بالصحة العامة والمنظومة الصحية ، والعناية بالبيئة والأمن الغذائي والمائي.
لكن المفارقة أن حيواناً قميئاً، قبيح الشكل ، قلب كل شيء .
إذ نبه العالم بأسره، خاصة منذ الشهر الماضي أن “كورونا” هي الأرهاب الحقيقي ضد البشرية، ولو كان قد رصد جزء يسير من الملايير التي خصصت لمحاربة الأرهاب لتحسين الصحة والبيئة لما عاش العالم هذا الكابوس.
أصبح المستهدف منذ عام 2001 تنظيم “القاعدة” ثم جاءت”داعش” وتركز عليه الإهتمام، ثم بات الهاجس الآن هو الحيوان “بنجولين”. شكل هذا الحيوان قريب من الديناصورات ، لكنه أقرب ما يكون للفئران الكبيرة ، وهو الذي نشر فيروس “كورونا” في “ووهان ” الصينية.
يعيش “بنغولين”على أكل النمل ، وله لسان طويل يلتقط بها النمل ، والمفارقة أن المعلومات المنشورة في موقع ويكيبديا بالإنجليزية يفيد أن قشور هذا الحيوان الذي حبس أنفاس العالم وقلب دنيانا رأساً على عقب ، يستعملها الطب الصيني التقليدي في معالجة الأمراض العصبية والحالات الهستيرية وحمى الملاريا.
أختم لأقول لو كانت أموال محاربة الإرهاب خصص جزءً منها لتحسين الصحة العامة والمنظومة الصحية، والبيئة ، هل كنا سنعيش كل هذا الرعب.
قطعاً لا.