نداء من صحافية

0 31

كتب: طلحة جبريل 

.

تلقيت نداءً مؤثراً من صحافية أفغانية، تعيش الآن مختبئة في مكان ما من أفغانستان.
المؤكد أن كثيربن حول العالم تلقوا هذا النداء.
يتكون النداء من ثلاث كلمات:
” أرجوكم صلوا لأجلي”.
في التفاصيل، انقلبت حياة الصحافية التي لم يكشف عن هويتها، رأساً على عقب بين ليلةٍ وضحاها، ولم يعد في وسعها الكتابة باسمها أو الإعلان عن مكانها، ولا تعلم إن كانت سترى أفراد أسرتها مجدداً، أو إن كانت ستنجو أصلاً بحياتها.
تقول منظمة”أفاز”
التي أحظى بعضويتها،
” هذه الصحافية ليست وحدها، فمنذ إعلان الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان وإحكام طالبان السيطرة على البلاد، أصبح الآلاف يعيشون في ذعرٍ دفعهم إلى الاختباء تحت الأرض. تعلّق البعض بالطائرات أملاً بالهرب، قبيل بدء الهجمات التفجيرية التي أودت بحياة العشرات في مطار كابول”.
الثابت أن
الشعب الأفغاني عانى معاناة فوق أي تصور.
أجيالٌ كاملة حوصرت في حروب لا معنى لها وعايشت غزواً أجنبياً.
أطفالٌ ولدوا في قلب الصراعات والاقتتال أو في مخيّمات اللاجئين، أو تحت حكم قمعي وحشي.
ناضل كثيرون من الأفغان للحصول على أبسط حقوقهم، على سبيل المثال حق الفتيات في التعليم، وحقّ النساء في الشغل (العمل)،وحقّ الجميع بالعيش في كرامة. هم يخشون اليوم من خسارة كل شيء ناضلوا لأجله في ظل
حكومة طالبان.
بدورها أطلقت “أفاز” حملة تحت شعار
” لا يمكننا لمنظمتنا أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث”.
طلبت المنظمة من عضويتها التبرع بمبلغ يتراوح ما بين يورو واحد إلى خمسة، بغرض تأمين الطعام والمستلزمات الطبيّة العاجلة للفئات الأكثر ضعفاً من الأفغان،والحفاظ على تشغيل المستشفيات ووصول الأشخاص الأكثر عرضةً للخطر إلى برّ الأمان.
كالعادة كان التجاوب كبيراً.
أتناول نداء الصحافية، التي أطلق عليها لقب”هيلين توماس الأفغانية”من زاوية أخرى.
ألا تلاحظون إن هناك الكثير من الصحافيات يوجدن دائماً في المناطق الخطرة لتغطية الأحداث، وفي كثير من الأحيان يواجهن المخاطر بشجاعة وبسالة.
تابعنا ذلك في العراق مع”جماعة الزرقاوي”وفي سوريا مع “داعش”.
هذه ظاهرة تستحق فعلاً أطروحة جامعية.
اي ” لماذا تكون الصحافيات أكثر شجاعة في المناطق الملتهبة”.
أختم ببعض الاقتباسات من أقول الصحافية الأميركية الراحلة هيلين توماس، التي سعدت بعلاقة وطيدة معها.
اشتهرت هيلين بجرأتها في مواجهة الرؤساء الأميركيين.
تقول هيلين”حان الوقت لكي تجعل النساء أصواتهن مسموعة.صمتهن عن موضوع الحرب والسلام يصم الآذان”.
وتقول”متى سيتعلم قادتنا إن الحرب ليست هي الحل”.
ثم المقولة المضيئة”أقول للشباب الذين يسألونني عن احتراف مهنة الصحافة، إذا كنت تريد أن تكون محبوبًا، فلا تقترب من هذا المجال”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.