نصف مليار .. من ٣ مليار
كتب: محمد وداعة
في لقاء مع فضائية سودانية ٢٤ ثاني ايام عيد الفطر المبارك، و بتاريخ 26_5_2020 م ، تحدث الفريق اول محمد حمدان دقلو عن المنحة السعودية الاماراتية و قال في معرض رده على سؤال مقدم البرنامج (نحنا عملنا حاجات كتيرة ، ولكن برضو الفضل يرجع لربنا ولاخوانا السعوديين والاماراتيين ، الناس ديل بعد التغيير طوالي ساهموا بثلاثة مليار ، اثنين مليار تقريباً هي ، لا اتنين ونص ، كانت أكثر من اثنين مليار هي ؟ لا ثلاثة مليار جزء منحة وفي وديعة ، في 500 وديعة واثنين ونص منحة أيوا اتذكرت في اثنين ونص مليار دي كانت طبعاً برضو ساعدتنا مساعدة كبيره جداً ، لكن بالمناسبة انحنا ما استلمناها ، انحنا وصلتنا ال500 بس ، الاثنين ونص دي نحنا ما استلمناها ، لماذا ؟ ما وقفت ، ليه الوقفا شنو ؟ الوقفوها ، وقفوها بمشاكل بجوطة هم ترسو شوية المهم الفكرة دي سياسات ما نخش فيها ، لكن انا بتكلم ليك عن الشي القمنا بيهو انحنا حتي ال500 دي انا قلت ليهم ما تتصرفوا فيها ، ال500 لغاية ما تتشكل الحكومة الانتقالية ، تجمد ؟ تجمد نشتغل بس من دقنو وافتلو نشتغل بس من حقنا دا من السوان دا من مواردنا المحلية ، لغاية ما نخلي ال 500 دي لما تجي الحكومة المدنية تلقي ال500 دي تكون ليها رصيد ) ،و كان وزير المالية د. البدوي قد قال في تصريحات صحفية انهم لم يستلموا هذه المنحة ، قبل ثلاثة اشهر من هذا اللقاء وفي ذات القناة (في 16-2-2020م) وفي تعليق على حديث مماثل للفريق حميدتي ، أشاد الخبير والمحلل السياسي الدكتور الرشيد محمد إبراهيم بتصريحات الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الاول لرئيس مجلس السيادة التي أدلى بها في لقائه التلفزيوني مع تلفزيون (السودانية – 24) والتي أكد فيها أن المكون العسكري كان شفاف للغاية وهو يضع كامل الحقائق الاقتصادية أمام المكون المدني في الحكومة وقيادات الحرية والتغيير بانه وبحلول العام 2020م (سينتهي أجل المنحة الاماراتية السعودية والتي يحصل بموجبها السودان على مساعدات نفطية واخرى في القمح – وسيتوقف بترول الجنوب – وستتوقف مصفاة الخرطوم للصيانة) مبيناً أن الحكومة فشلت في معالجة أزمات المواصلات والوقود والخبز وغاز الطبخ والتي نتجت جميعها جراء الاسباب التي وضحها المكون العسكري بأجالها وتواريخها.
واستهجن سيادته الاساءات المتكررة التي وجهها بعض قيادات الحرية والتغيير للمملكة العربية والسعودية والامارات العربية المتحدة رغم الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي قدمته الدولتان منذ إندلاع الثورة وبمليارات الدولارات لتقوية المركز المالي للسودان عبر تقديم ودائع مالية ومساعدات نقدية مشدداً على أن قيادات الحرية والتغيير فشلت في إستقطاب الدعم من خارج نطاق الدول المهمة في الاقليم واتجهوا صوب أمريكا وأوربا والغرب عموماً وفشلوا أيضاً في ذلك مما حدا بهم في كثير من الاحيان لدرجة إرتهان البلاد للخارج.
وأضاف الرشيد أن السودان لن يجد ملجأ ومحتضن أمن خارج إمتداده الطبيعي في الاقليم عربياً وأفريقياً وان السودان قيمته الاساسية وسط أشقائه وانه لن يترك وحيداً ومجرد من دعم الاشقاء حتى وإن يمم بعض قياداته السياسية للتوجه نحو الغرب للحصول على المساعدات والدعم اللذان يمكن الحصول عليهما من الاشقاء العرب والافارقة وبدون أي من أو أذي أو رهن إرادة البلاد وإستقلالها للاجنبي.
الفرق شاسع في الذي جرى خلال ثلاثة اشهر ، وفرق كبير بين حديث الخبير و حديث الامير ، و لا احد يستطيع لوم حميدتي على عدم استلام المنحة ، على الرغم من عدم توضيحه لطبيعة المتاريس رغم تلميحه الى ان الحكومة تريد التحول غربا ، وهذا بالطبع ربما اغضب الامارات و السعودية ، و بسبب ذلك لم يصل الجزء الاعظم من المنحة و البالغ ( اثنين مليار و نصف المليار )، او لعلها لعنة (الموانئ)، او اى فرضية اخرى ، او تبرير ، و كل السيناريوهات تقود الى نتيجة واحدة وهي الوصول لنقطة الانفجار، حيث ينتظر صائدو الجوائز ، للاجهاز على الثورة ، و البعض ينفخ فى الفتنة وفقا لاجندته ، و البعض الاخر خدمة لاجندة خارجية خبيثة .
سؤال مباشر لعناية سعادة سفيري الدولتين الشقيقتين ( الامارات و السعودية ) في الخرطوم و(بصورة ) السؤال مباشر للسيد الفريق حميدتي و لرئيس الوزراء د. حمدوك و لوزير المالية د. البدوي ،كم تبلغ المنحة و كم استلم منها؟ ولماذا لم تستلم المنحة البالغة 2 و 2/1 مليار دولار ؟