كتب كمال كرار:
نقول لهم لا تسيروا في طريق صندوق النقد الدولي لأنه (مجرّب) ، ومن يجرب المجرب حاقت به الندامة..
يقولون لنا ليس لدينا بدائل،فنقول هاكم البدائل ..
افرضوا ضريبة نوعية على أرباح أعمال الاتصالات والعقارات المستثمرة تجارياً ، وعائدها يغطي عجز الميزانية ويزيد ..يقولون لا نستطيع..
أوقفوا الصرف الحكومي على منظمات ومؤسسات النظام البائد ، مثل الدفاع الشعبي ومنظمة الشهيد والنظام العام ..يقولون لا نقدر..
إستردوا المال العام الموثق نهبه بواسطة المراجع العام(على الأقل) ، في شكل تجنيب ونهب و إعفاءات ، وقروض بنكية ..والأسماء والمبالغ موجودة في التقارير ..فيصهينون..
أعيدوا النظر في اتفاقيات التعدين عن الذهب ، وبالعدم أنشئوا بورصة بالخرطوم كيما يباع الذهب بالداخل ولا يصدر ، وبهذا نوقف التهريب ، ونحافظ على ثروة الشعب ، فيقولون (لا) ووراءها الفاخر والجنجويد وصاغة يفرضون قرارهم على (المالية)..
أعيدوا الولاية على المال العام بضم كل الهيئات الاقتصادية والتجارية التابعة للمنظومة الأمنية والعسكرية (بخلاف التي تنتج الأسلحة) لوزارة المالية فيقولون أن المكون العسكري يرفض ..
وكم عدد المكون العسكري في السيادي ؟ خمسة من حداشر ..وكم عددهم في الجهاز التنفيذي ؟ اتنين من واحد وعشرين ..
وكيف تهيمن الأقلية على الأكثرية؟ لأن الأكثرية صامتة وتسير على خطى المثل التعيس (دعه يمشي دعه يمر)..
ونقول هم إن كان هذا لا يكفي فاطلقوا نداء الوطن لتروا عظمة الشعب الذي ضحي بالدم لأجل الثورة ولا يضن عليها بالمال ، فيقولون أن الإمارات والسعودية تعرقل هذا الأمر ..
وكيف نرضخ للفيتو من هذين البلدين؟؟ ولا إجابة شافية..
ونقول لهم أعيدوا للواجهة شركة الأقطان والحبوب الزيتية والصمغ ، لتزدهر التجارة الخارجية ، ولتحصل الحكومة على النقد الأجنبي ، فلا يستجيبون لأن صندوق النقد الدولي يمنع تدخل الحكومة في النشاط الاقتصادي..
والصندوق اللعين يمنع مجانية الصحة ومجانية التعليم ، ويوصي بتصفية المشروعات والمؤسسات الحكومية بما فيها مشروع الجزيرة..
والصندوق اللعين يوصي بزيادة الضرائب وبرفع أسعار المحروقات والدقيق والكهرباء..
والصندوق اللعين يأمر بتخفيض سعر الجنيه أمام الدولار ، لفائدة أن يحصل الأمريكان على الصمغ السوداني بأبخس الأسعار..
والصندوق اللعين يأمر بعدم مراقبة الأسعار أو تحديدها ، وعدم تقييد الواردات أو حماية المنتجات المحلية ..
والصندوق الدولي والصناديق العربية ودول إقليمية بعينها كانوا يدعمون نظام المخلوع البشير سياسياً ومالياً وعسكرياً من أجل أن يستمر في الحكم ، هذا للتذكير لمن يريدون أن تخفى حقائق الأشياء..
هذه الثورة ولدت لتبقى ، وهذه الثورة تحرسها لجان المقاومة وليس الوثيقة الدستورية أو أي اتفاقات أخرى ..
والذين يريدون للثورة أن تركع تحت أقدام الصندوق والبنك الدولي أو أي (عقال) ، عليهم أن يفهموا أن (الكنس)قادم ..
إما ميزانية واقتصاد يشبه الثورة ..وإما فإن (الحل في البل) وليس هنالك أي خيار .