نَقد وليس جلد الذات (إعادة)

0 42

كتب: جعفر عباس

.

أعود مرة أخرى الى موضوع عيوب الشخصية السودانية وعلى رأسها التباهي والتغزل بالذات؛ فنحن الشرف الباذخ وحماة الإسلام، ونحن اهل الكرم والشهامة وفرسان الحوبة، ومعظم قبائلنا سليلة البيت الهاشمي ولكن ليس أبو لهب (وهو عبد العزى بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم)، وعندنا أحفاد الصحابة ولكنك لن تجد من يزعم انه حفيد بلال الحبشي أو صهيب الرومي أو سلمان الفارسي. 

+ ورثنا أسوأ صفات العرب وهي العنتريات اللفظية (التباهي والبوبار)، والبكاء على الأطلال فصار عندنا الزمن الافتراضي “الجميل”، وعن الأفارقة حب اللهو فنفتعل الحفلات ونعشق الضجيج والهجيج +++ نزعم اننا شعب شديد الوعي السياسي فتأتي الانتخابات فنختار ما بين البغل والحمار وبالنا طويل مع الديكتاتوريين++ باسم التكافل تكاثر التنابلة في معظم البيوت، لا يعملون ولا يبحثون عن العمل و”ماكلين وشاربين” وفي منتهى القيافة، وعندهم أرصدة متلتلة تعينهم على تمضية الوقت على هواتف أكثر منهم ذكاء ++ لا نحترم العمل العام والمال العام +++ لا نحترم المواعيد +++ صارت الرشوة أمرا روتينيا مثل طابع الدمغة لإنجاز المصالح فالمرتشي فاسد والراشي مفسد +++ نزعم أننا أكثر المسلمين تمسكا بتعاليم الإسلام، ثم نضع ثقتنا في الدجالين ونمارس الطقوس الوثنية، ونعلق فشلنا على شماعة العين الحاسدة ++ لا بأس في الانتماء الى قبيلة ولكن الزعم بان قبيلة ما هي ال”توب” والأفضل استعلاء قبيح وغبي ++ التمييز العنصري كامن في جينات معظمنا، ونقسم الناس الى “عب” واولاد عرب، لاحظ اننا “نستخسر” في الأفريقي كامل السواد حرف الدال، ولا نقول عنه “عبد” بل “عب”، أما ذات الأصول الأفريقية الخالصة فهي ليست عبدة بل “خادم”++ وتبعا لذلك نمارس الاستعلاء الاجتماعي الكاذب ونحرص على اقتناء أفخم الأثاث والمفروشات والبطون خاوية والصحة الى “الهاوية”.
ومرة أخرى هذا ليس جلداً للذات، ورحم الله امرؤً أهدى اليّ عيوبي، والاعتراف بالعلة نصف الطريق الى علاجها
(اليوم إجازتي واترك لكم رصد الظواهر والممارسات السلبية في مجتمعنا).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.